أكدت مصادر أفغانية موثوق بها ل"الحياة" أمس ان قوى المعارضة الأفغانية تعيد تنظيم صفوفها استعداداً للمرحلة المقبلة، مع انشغال القوات الأميركية والبريطانية بالحرب المحتملة على العراق. وأكدت ان زعيم الحزب الإسلامي الأفغاني قلب الدين حكمتيار يستعد لمبايعة زعيم "طالبان" الملا محمد عمر زعيماً لأفغانستان، على رغم معارضة بعض القوى داخل الحزب. ولفتت المصادر الى أن إعادة تنظيم الصفوف تجلت في تصاعد العمليات ضد القوات الأميركية منذ مطلع الأسبوع الجاري، مشيرة الى ان "طالبان" التي دأبت في الفترة الماضية على عدم الإعلان عن عملياتها غيّرت من تكتيكها حين أعلنت أخيراً عبر ناطق باسمها يدعى زبير عن سلسلة هجمات نفذتها في جنوب غربي البلاد. وأفادت ان "طالبان" و"القاعدة" والحزب الاسلامي تعكف على إقامة معسكرات تدريب متنقلة لعناصرها من أجل التأقلم مع المستجدات الجديدة، وان أحد المقاتلين العرب من "القاعدة" عُين قائداً لجبهة خوست الأكثر سخونة في مقاومة القوات الأميركية. وعلمت "الحياة" من قادمين من شمال افغانستان أن منطقة مزار الشريف، حاضرة الشمال الأفغاني شهدت سلسلة عمليات ضد القوات الأميركية وحلفائها الأفغان، في دلالة لافتة اذ ان هذه المدينة تعتبر معقلاً أساسياً لتحالف الشمال، مما يعني ضرب الخطوط الخلفية للقوات الأميركية. الى ذلك، أعلن الجيش الاميركي أمس ان طائراته شنت مزيداً من الغارات على مخابئ يشتبه بأنها تؤوي مسلحين وسط افغانستان، في ظل أنباء عن سقوط ضحايا مدنيين. وكان ناطق باسم حكومة اقليم هلمند وسط أكد أن 17 مدنياً على الأقل معظمهم من النساء والأطفال لقوا حتفهم، وأصيب عشرة آخرون خلال القصف المستمر منذ الأحد الماضي. لكن الناطق باسم القوات الاميركية نفى وقوع ضحايا من المدنيين.