كابول، واشنطن - رويترز، أ ف ب - خرج مئات من الأفغان إلى شوارع مدينة مزار الشريف (شمال) أمس، للاحتجاج على ارتفاع عدد قتلى المدنيين، وذلك بعد ساعات على اعتراف قيادة الحلف الأطلسي (ناتو) بمقتل ستة مدنيين بنيران مدفعية طائشة أطلقتها قواته في ولاية بكتيا، فيما تسببت طائرات حربية تابعة للحلف أيضاً بسقوط خمسة جنود أفغان من طريق الخطأ هذا الأسبوع. وتزامن ذلك مع تلقي الحلف ضربة كبيرة بسقوط ستة جنود أجانب في أجزاء مختلفة من أفغانستان. وردد المحتجون شعارات مناوئة للقوات الأجنبية وللرئيس حميد كارزاي، علماً ان القوات الأميركية كانت قتلت مدنيين اثنين واعتقلت ثلاثة آخرين في عملية نفذتها الأربعاء الماضي شمال مزار الشريف. وفيما يشكل سقوط قتلى مدنيين وعسكريين افغان ب «نيران صديقة» نقطة خلاف بين كارزاي والقوات الأجنبية منذ إطاحة نظام حركة نهاية عام 2001، والتي زادت بعد إعلان القائد الجديد للقوات الأجنبية الجنرال الأميركي ديفيد بترايوس انه سيعيد النظر بقواعد الاشتباك التي وضعها سلفه الجنرال ستانلي ماكريستال وقلصت فعلياً عدد القتلى الأفغان، اثر تلقيه شكاوى عن تعريضها حياة الجنود للخطر، كشفت صحيفة «واشنطن بوست» ان بترايوس واجه مقاومة كبيرة من كارزاي في شأن خطة أميركية لمساعدة القرويين على قتال «طالبان» بأنفسهم. وأشارت الى ان اللقاء الأول بين بترايوس وكارزاي شهد توتراً كبيراً، بعدما رفض الاخير الخطة التي تعتبر جزءاً اساسياً من الاستراتيجية العسكرية الأميركية في افغانستان، «ما يشكل تحدياً لبترايوس». ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين كبار قولهم إن «الولاياتالمتحدة تريد توسيع البرنامج الى نحو عشرين موقعاً جديداً في أفغانستان، وتأمل بتهدئة مخاوف كارزاي». وأضاف هؤلاء ان «القضية ذات حساسية كبيرة، لأن تجارب مماثلة يمكن ان توجد مزيداً من زعماء الحرب والميليشيات الخارجة عن سلطة الدولة في أفغانستان». ميدانياً، قتل خمسة جنود أميركيين في معارك مع متمردي «طالبان» في شرق افغانستان وجنوبها، وسادس لم تحدد جنسيته في انفجار عرضي، ما شكل الخسائر البشرية الأكبر للحلف الأطلسي منذ 21 حزيران (يونيو) الماضي، حين قتل عشرة جنود. ورفع ذلك الى 352 عدد الجنود الأجانب الذين قتلوا في أفغانستان هذه السنة، علماً ان الحلف لم يوضح اذا كان مقتل الجنود الثلاثة في شرق البلاد مرتبط بالهجوم الواسع الذي تشنه القوات الأميركية حالياً في ولاية كونار (شرق) المحاذية لمناطق القبائل الباكستانية التي تمثل قاعدة خلفية ل «طالبان» الأفغانية. على صعيد آخر، نفى الحزب الإسلامي المتمرد بزعامة رئيس الوزراء السابق قلب الدين حكمتيار صحة تقرير نقل عن قائد القوات الأفغانية في الشمال الجنرال مراد علي مراد قوله إن «مقاتلي الحزب إلى القوات الحكومية وتلك التابعة للحلف الأطلسي نقلوا معلومات استخباراتية عن أماكن شخصيات «طالبانية» بارزة شمال البلاد. وقال الناطق باسم الحزب هارون زرغون إن «التقرير جزء من حرب دعائية تشنها كابول والقوات الأجنبية لإثارة خلافات بين الحزب والحركة»، علماً ان «طالبان» فقدت عدداً من قادتها في الشمال خلال عمليات مشتركة بين القوات الأفغانية والأجنبية في الشهور الماضية. يذكر ان الحزب الإسلامي يتشارك مع «طالبان» في بعض الأهداف، لكنه يقود تمرداً مستقلاً إلى حد كبير. وفي وقت سابق من السنة الحالية، توغل مقاتلو «طالبان» في معاقل الحزب الإسلامي في الشمال، ما أسفر عن اشتباكات تكبد فيها مقاتلو حكمتيار خسائر كبيرة، ما يحتم، بحسب الجنرال مراد، «سعيهم إلى الانتقام ونقل معلومات عن منافسيهم في طالبان».