تسعى مدينة الاقصر الاثرية، الواقعة جنوب مصر، إلى جذب مزيد من السياح لزيارة المدينة التاريخية التي تحوي بين جنباتها أكثر من 800 منطقة ومزار اثري تضم أروع ما ورثته مصر من تراث انساني. ولأن الاقصر تجذب الشريحة الأكبر من السياحة الاجنبية الوافدة الى مصر، وعلى رأسها السياح الايطاليون والالمان والانكليز، ممن يجذبهم كما يجذب أعداداً كبيرة من المثقفين والمهتمين في دول غرب اوروبا والولايات المتحدة بعلم المصريات، لذا بدأ المسؤولون في المدينة تنفيذ مشروع ترميم ضخم. ووضع المشروع بمساعدة الدكتور حسن دحروج الخبير في علم الآثار أحد خبراء تجميل المدن التاريخية، وبالمشاركة التطوعية من الفنان التشكيلي الدكتور حسن عبدالفتاح، ويجري تنفيذه بأيدي الفنان الفطري عبدالحميد البحيري ومعه 40 فناناً ونحاتاً، من ابناء المدينة ممن توارثوا هذا الفن عن أجدادهم الفراعنة. ويتضمن المشروع ترميم الآثار ونشر لمسات أعمالهم الفنية، من لوحات وتماثيل جمالية وفنية، على طول مسار مرور السياح، منذ وصولهم من مطار الاقصر حتى المغادرة، وتجميل 18 ميداناً، من خلال 18 عملاً فنياً تجمع بين الفن المصري القديم وفنون مصر المعاصرة، وإعادة تأهيل منطقة كورنيش النيل واضاءتها بما يتناسب وطبيعة الاقصر، وذلك بالتعاون مع وزارة السياحة والمجلس الاعلى للآثار. وتملك مدينة الاقصر التي تبعد 620 كيلومتراً جنوبالقاهرة، وحسب علماء الآثار، اكثر من ثلث آثار العالم، وهي تعتبر مخزن الحضارة المصرية القديمة. ظلت الأقصر طيبة، عاصمة لمصر حتى بداية الأسرة السادسة الفرعونية، حين انتقلت العاصمة الى منف في الشمال. وتعددت الأسماء التي اطلقت على الأقصر في تاريخها، وأشهرها مدينة المئة باب، ومدينة الشمس، ومدينة النور، ومدينة الصولجان. وأطلق عليها العرب هذا الاسم: الأقصر، جمع قصر، مع بداية الفتح الإسلامي لمصر. وهي تعتبر أهم مشتى سياحي في مصر وبؤرة جذب لعشاق الحضارة الفرعونية. وتمتاز المدينة بطابعها الفريد الذي يميزها عن جميع بقاع العالم، حيث تعد من أهم مناطق الجذب السياحي في مصر، وتضم أكثر قدر من الآثار القديمة، التي لا يخلو مكان فيها من اثر ناطق بعظمة قدماء المصريين قبل الميلاد بآلاف السنين. وتضم الأقصر الكثير من الآثار، أهمها معبد الأقصر ومعابد الكرنك ومتحف المدينة ومقابر وادي الملوك والملكات والمعابد الجنائزية، ومقابر الأشراف وغيرها من الآثار الخالدة. وكانت الأقصر شهدت اهتماماً كبيراً بترميم آثارها ومتاحفها خلال السنوات الماضية، حيث تم افتتاح الطابق الثالث لمعبد الملكة حتشبسوت للمرة الأولى بعد ترميمه، كما يجري الانتهاء من ترميم مقبرة حور محب اكبر واهم مقابر وادي الملوك، اضافة الى تركيب بوابات الكترونية لجميع المواقع الاثرية المفتوحة لتأمينها ضد السرقة. ومن جهتها تنوي وزارة الثقافة المصرية اوائل تموز يوليو المقبل، افتتاح متحف متكامل للانتصارات العسكرية المصرية بدءاً من العصور الفرعونية وحتى العصر الحديث، تحت اسم متحف "مجد طيبة"، وذلك ضمن توسعات متحف الاقصر وتناهز كلفته ستة ملايين جنيه مصري. ويحتوي المتحف على ثلاثة آلاف قطعة متنوعة من الآلات والمعدات والسيوف والعجلات الحربية التي عرفتها مصر في الحرب ضد الهكسوس، ومن ثم مجموعات متكاملة من الآثار والتماثيل الخاصة بالملوك في مصر الذين قادوا انتصاراتها الحربية، ومنهم الملك احمس والملك حور محب. وقال الأمين العام للمجلس الاعلى للآثار الدكتور زاهي حواس انه يجري حالياً اختيار القطع الاثرية، من بعض المتاحف في الاقصر وسيناء ومرسى مطروح والاسماعيلية وبور سعيد. ويضم أيضاً قاعة لفنون العمارة والرسم والنحت في عصر الملك "امنحوتب الثالث"، من الدولة الحديثة، والذي سمي في ذلك الوقت عصر النهضة في مصر الفرعونية، لما شهدته من انتصارات عسكرية وازدهار للفنون المختلفة.