تنوي وزارة الثقافة المصرية إقامة أول متحف للتاريخ الطبيعي بين ربوع مدينة الأقصر ليضم روائع فنون مصر القديمة والحديثة وآثار عصور ما قبل التاريخ، بهدف تمكين السياح من مختلف دول العالم مشاهدة تراث مصر الى جانب فنونها المعاصرة، ومن ثم التعرف عن كثب على طرق حياة المصريين القدماء عبر نماذج مجسمة. ومن المزمع أن يحوي المتحف أيضاً قاعات للمعارض الفنية المتخصصة وأخرى للعروض المسرحية والسينمائية ومن ثم قاعة اجتماعات تقام وفق أحدث النظم التكنولوجية لاستضافة المعارض والندوات والأحداث الثقافية العالمية. كما ستقام في الأقصر مشاريع ثقافية وسياحية عدة تستهدف تحويلها الى عاصمة عالمية للفنون التاريخية، الى جانب إقامة واحة بدوية وريفية. وتُجري وزارة الثقافة حالياً دراسة لإضاءة المقابر والمعابد الأثرية في البر الغربي وإقامة مشروع للصوت والضوء بين معبدي الدير البحري ومعابد مدينة هابو التاريخية. ويخطط المسؤولون في مدينة الأقصر لإقامة أول أكاديمية للعلوم الأثرية وافتتاح جامعة للآثار خلال العامين المقبلين، وذلك لخلق كوادر عمالية للمشاريع السياحية والفندقية المستقبلية في المدينة التي تسعى إلى استقطاب نحو أربعة ملايين سائح بحلول العام 2017. وتمتاز الأقصر الواقعة جنوب مصر، وتبعد نحو 900 كيلومتر عن القاهرة، بطابعها الفريد الذي يميزها عن كل مناطق العالم، إذ تضم أكبر كم من الآثار القديمة في العالم، ما يجعلها من أهم مناطق الجذب السياحي المصري التي تستقطب الشريحة الأكبر من السياحة الأجنبية الوافدة إلى مصر وعلى رأسها الايطالية والالمانية والانكليزية والدول الاسكندينافية. والأقصر جزء من مدينة طيبة القديمة التي أطلق عليها المؤرخون إسم المدينة ذات المئة باب لكثرة ما فيها من صروح عالية وبوابات شاهقة. وكانت مقراً للسلطة قبل الميلاد. وتضم المدينة العديد من الآثار أهمها معبدا الأقصر والكرنك ومتحف المدينة ومقابر وادي الملوك والملكات والمعابد الجنائزية ومقابر الأشراف وغيرها. يذكر أن معبد الأقصر يضم تمثالين ضخمين في وضعية الجلوس، إضافة الى مسلتين إحداهما ما زالت قائمة والأخرى تزين ميدان الكونكورد الشهير في باريس. ويضم هذا الصرح فناء رمسيس الثاني المحاط من ثلاثة جوانب بصفين من الاعمدة يصل عددها الى 32 عموداً. واستطاع الاسكندر الأكبر ان يشيد مقصورة صغيرة له تحمل اسمه داخل مقصورة أمنحتب الثالث. وينتهي المعبد بقدس الأقداس حيث حجرة التمثال المقدس وفيها أربعة أعمدة. ومن بين أهم آثار الضفة الشرقية للأقصر معابد الكرنك، بينما تضم آثار الضفة الغربية العديد من الأوابد من بينها مقابر وادي الملوك التي أمر ملوك وملكات الدولة الفرعونية الحديثة بنحتها في باطن الصخر في الوادي الموجود في هذه الضفة لتكون بمأمن من عبث اللصوص، وتتكون من غرف عدة وسراديب توصل الى حجرة الدفن. وأهمها مقابر توت عنخ أمون ورمسيس الثاني وشي الأول ورمسيس السادس وأمنحتب الثاني وحور محب وتحتمس الثالث، بينما تشمل أهم مقابر وادي الملكات مقبرة الملكة نفرتاري زوجة رمسيس الثاني. وتضم آثار الضفة الغربية أيضاً معبد الدير البحري الذي شيدته الملكة حتشبسوت لتؤدي فيه الطقوس التي تعيدها الى العالم الآخر. وينفذ المجلس الأعلى للآثار المصري مشروع تطوير المتحف المفتوح في معبد الكرنك والذي يضم مقصورتين للملك تحتمس الأول وسنوسرت الأول إضافة الى ترميم عدد من التوابيت الأثرية للملوك والامراء الفراعنة.