تستضيف مدينة الغردقة المصرية، المطلة على شواطئ البحر الأحمر، حتى 22 الجاري، فعاليات «سمبوزيوم مصر الدولي للنحت»، ويضم 37 متنافساً من كبار النحاتين الذين ينتمون الى 22 دولة منها فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإنكلترا والعراق وألبانيا ورومانيا وبلجيكا وإسبانيا وصربيا ونيوزيلندا وسلوفانيا وكوستاريكا وكوبا واليابان وروسيا وتايوان وكوسوفو وتركيا وجورجيا ومقدونيا وأوكرانيا، الى جانب 8 فنانين تشكيليين من مصر. تعرض أعمال الفنانين المشاركين في السمبوزيوم في ميادين وشوارع الغردقة، لتتحول مساحة 70 ألف متر، إلى متحف مفتوح للسياح بفضل المنحوتات التي شرع الفنانون في نحتها منذ 22 من الشهر الماضي، وينتهون من نحتها بختام السمبوزيوم، ليتم تكريم أصحاب أفضل ثلاثة منحوتات، الى جانب منح الدروع وشهادات التقدير لبقية المشاركين- وفق محافظ البحر الأحمر في شرق مصر اللواء أحمد عبدالله. ويقول المشرف على تنظيم السمبوزيوم الفنان المصري محمد حميدة إن الفنانين المشاركين، اختتموا زيارة لمعابد الفراعنة في مدينة الأقصر، الغنية بمعابد ومقابر ملوك وملكات ونبلاء مصر القديمة، شاهدوا خلالها الآثار المصرية، وضخامة مبانيها والارتفاع الشاهق لتماثيلها، ورصدوا تقدم الفراعنة في فنون النحت والنقش على الأحجار بمختلف أنواعها وألوانها. وأشار إلى أن فعاليات السمبوزيوم تتضمن أيضاً، زيارة الفنانين المشاركين لإهرامات الجيزة والمتحف المصري في القاهرة، وعدد من المعالم التي تؤرخ للفنون التشكيلية في مصر قديماً وحديثاً. يذكر أن مصر القديمة، عرفت ببراعة الفنانين والنحاتين في معظم عصورها الممتدة طوال أكثر من خمسة آلاف سنة، وبرع الفنان المصري القديم، في فنون النحت والنقش على الحجر، بأدوات بدائية مثل الإزميل والمثقاب وغيرها، وهي أدوات مازال نحاتون مصريون فطريون في مدينة الأقصر، يستخدمونها حتى اليوم في نحت التماثيل واللوحات الفرعونية. وتنتشر التماثيل الضخمة التي نحتها قدماء المصريين، ووضعوها الى جانب أعمدة معابدهم الشاهقة، والمنحوتة أيضاً، والتي نقشت الرسوم فوق سطحها، وتجذب التماثيل والمنحوتات الفرعونية، في مدينة الأقصر، وغيرها من مدن مصر التاريخية، مثل الجيزة وأسوان ودندرة وأبيدوس وأدفو وكوم أمبو، مئات الآلاف من السياح سنوياً، عدا مئات من الباحثين والدارسين في فنون النحت والعمارة، ومختلف الفنون البصرية، وذلك لبراعة الفنانين القدماء في مصر الفرعونية، وجمال تماثيلهم ونقوشهم.