طالب علماء الآثار الجيشَ المصري بحماية المواقع الأثرية من النهب والسرقة. وناشدت مديرة «يونيسكو» إرينا بوكوفا إنقاذ بعض المواقع الأثرية التابعة للجنة التراث العالمي، ومن أبرزها منطقة آثار سقارة، التي تعرضت للنهب، وحماية منطقة الأقصر التي تضم ثلث آثار العالم. وناشد مدير الآثار المصرية نور الدين عبدالصمد العالم إنقاذ آثار مصر، وأعلن المجلس الأعلى للآثار سرقة مخزن آثار القنطرة (شرق) ومنطقة آثار سقارة خلال يومين على رغم تكثيف الحراسة على جميع المتاحف والمناطق الأثرية. وقال المجلس انه تمت سرقة ستة صناديق مليئة بالآثار من مخزن القنطرة، وقطع بعض المناظر الموجودة داخل المقابر الأثرية بسقارة، ما يدل على فهم اللصوص قيمة ما يسرقونه. وأكد المجلس انه تم تكثيف الحراسة على المناطق والمواقع والمتاحف كافة، مشدداً على انه لم يتعرض أي متحف للسرقة حتى الآن باستثناء المتحف المصري الموجود في ميدان التحرير الذي تم إحباط محاولة سرقة بعض من مقتنياته، وأشار المجلس الى أنه بالنسبة للآثار الإسلامية، فهي بخير باستثناء سبيل علي بك الكبير في طنطا الذي تمت سرقة أثاثه وبواباته وخزانته وثلاثة شبابيك أثرية. ولفت المجلس الى أنه تم الاتصال بالجهات المعنية لتأمين المواقع الأثرية وحمايتها من السرقات ومن اللصوص. ولا يخلو مكان في مدينة الأقصر من أثر ناطق بعظمة قدماء المصريين قبل الميلاد بآلاف السنين. وتعددت الأسماء التي أطلقت على الأقصر في تاريخها، وأشهرها مدينة المئة باب، ومدينة الشمس، ومدينة النور، ومدينة الصولجان، وأطلق عليها العرب هذا الاسم: الأقصر، جمع قصر، مع بداية الفتح الإسلامي لمصر، وهي تعتبر أهم موقع سياحي في مصر وبؤرة جذب لعشاق الحضارة الفرعونية. وتمتاز المدينة بطابعها الفريد الذي يميزها عن جميع بقاع العالم، حيث تضم أكبر قدر من الآثار القديمة، ولا يخلو مكان فيها من أثر ناطق بعظمة قدماء المصريين قبل الميلاد بآلاف السنين. وتضم الأقصر الكثير من الآثار، أهمها معابد الكرنك ومتحف المدينة ومقابر وادي الملوك والملكات والمعابد الجنائزية، ومقابر الأشراف وغيرها من الآثار الخالدة. وكانت الأقصر شهدت اهتماماً كبيراً بترميم آثارها ومتاحفها خلال السنوات الماضية، وتم افتتاح الطبقة الثالثة لمعبد الملكة حتشبسوت للمرة الأولى بعد ترميمه، وكان يجرى الانتهاء من ترميم مقبرة حور محب أكبر مقابر وادي الملوك وأهمها، إضافة الى تركيب بوابات إلكترونية لجميع المواقع الأثرية المفتوحة لتأمينها ضد السرقة. وتجذب الأقصر الشريحة الأكبر من السياحة الثقافية الوافدة الى مصر، وتعتبر الأقصر مخزن الحضارة المصرية القديمة وفيها أكثر من (800) منطقة ومزار أثري تضم أروع ما ورثته مصر من تراث إنساني. ظلت الأقصر (طيبة)، عاصمة لمصر حتى بداية الأسرة السادسة الفرعونية، حين انتقلت العاصمة الى منف في الشمال. وتم تطوير الأقصر وتحويلها الى أكبر متحف عالمي، بتكلفة بلغت 1.2 بليون جنيه، كمحاولة لاستعادة الحركة السياحية للمدينة والوصول بها الى 100 ألف سائح سنوياً.