وضعت العاصمة البريطانية في حال تأهب قصوى أمس ونشر عسكريون تدعمهم دبابات في مطار هيثرو الرئيسي غرب لندن تحسباً لهجوم ارهابي، وأعلنت لندن انها تواجه تهديداً ارهابياً مشابهاً لما حدث في 11 ايلول سبتمبر 2001، فيما أكدت الأجهزة الأمنية الأميركية ان خلايا غير محددة الهوية تابعة لتنظيم "القاعدة" موجودة داخل الاراضي الاميركية تشكل التهديد الاكبر ضد الولاياتالمتحدة، وحذّرت من احتمال حصول اعتداءات ارهابية الاسبوع الجاري في الولاياتالمتحدة والخليج باستخدام اسلحة مشعة وجرثومية وكيماوية. وتمت تعبئة 450 عسكرياً ونحو 1000 من رجال الشرطة البريطانية للتناوب في هيثرو الأكبر في اوروبا من حيث عدد المسافرين وفي مناطق اخرى من لندن. ولم تكشف الشرطة عن التهديدات المحددة التي كانت وراء هذه الاجراءات الاستثنائية. وقالت مصادر في الشرطة ان تقارير لأجهزة الاستخبارات حذرت من هجوم واسع النطاق يمكن ان يكون بصاروخ على طائرة في مطار هيثرو. ويعتقد الخبراء في الارهاب والصحف ان الامر مرتبط بخطر اعتداء بصاروخ يستهدف طائرة على غرار محاولة اسقاط الطائرة الاسرائيلية التي اقلعت من مطار مومباسا كينيا في تشرين الثاني نوفمبر الماضي. وصرح رئيس الشرطة البريطانية سكوتلانديارد جون ستيفنس لمحطة التلفزيون البريطانية "آي تي في" بأنها "حال تأهب تشمل كل لندن. ما ترونه في هيثرو ما هو الا الجزء الذي تمكن رؤيته". واكد ان السلطات "ما كانت ستتخذ هذه الاجراءات لو لم تكن ضرورية لضمان امن سكان لندن والاشخاص الذين يزورونها". وقال ناطق باسم رئاسة الحكومة أول من أمس ان "العملية تأتي رداً على تهديد محدد" رصدته اجهزة الاستخبارات البريطانية من دون تقديم المزيد من التوضيحات. واضاف ان رئيس الوزراء توني بلير اتخذ شخصياً هذا القرار رافضاً تحديد نوع التهديد. وقال رئيس حزب العمال الحاكم جون ريد ان لندن تواجه تهديداً ارهابياً مشابهاً لما حدث في 11 ايلول في نيويورك. وأوضح "انه تهديد من المستوى نفسه الذي ادى الى مقتل آلاف الاشخاص في نيويورك". وأعلن وزير الداخلية البريطاني من جهته ان الحكومة فكرت في اغلاق مطار هيثرو بعدما تلقت تحذيرات، لكن هذا كان سيشكل "كارثة للاقتصاد البريطاني". ونشر عسكريون ايضاً في ويندسور قرب هيثرو حيث يقع احد مقرات اقامة الملكة اليزابيت الثانية غير الموجودة حالياً في هذا القصر. وتوقفت سيارات الشرطة على الطريق الذي يعبر منتزه ويندسور في حين منعت السيارات من التوقف في المواقف على جانبي الطريق. الى ذلك، حذّر مدير مكتب التحقيقات الفيديرالي الاميركي أف بي آي روبرت مولر أول من أمس أمام لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ ان "التهديد الاكبر يتمثل بوجود خلايا للقاعدة في الولاياتالمتحدة لم نتحقق من هويتها". وقال ان "أف بي آي" نشر وحدات لمكافحة الارهاب على مجمل الاراضي الاميركية. وأوضح "ان المعلومة التي نملكها تتعلق بمؤامرات تستهدف مواقع على جبهتين في الولاياتالمتحدة وفي الجزيرة العربية". واعتبر ان هذا التهديد هو "الأكثر دقة الذي تلقيناه وهو يتقاطع مع معرفتنا بعقيدة القاعدة والمؤامرات التي تعمل لتنفيذها هذه الشبكة منذ سنوات عدة". وقال مولر ان "تحقيقاتنا تدل على ان تنظيم القاعدة طور بنى تحتية داعمة داخل الولاياتالمتحدة تسمح للقاعدة بتحضير اعتداء ارهابي آخر في الاراضي الاميركية". وأضاف ان "القاعدة" "قد تعتمد تكتيكاً جديداً في المستقبل عبر تسميم مخزونات للأغذية والمياه". وكان مدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية "سي آي أي" جورج تينيت حذر في وقت سابق امام اللجنة نفسها من احتمال حصول اعتداءات ارهابية خلال الاسبوع الجاري في الولاياتالمتحدة والجزيرة العربية عبر استخدام اسلحة مشعة وجرثومية وكيماوية. واتهم العراق وايران بإيواء ارهابيين مرتبطين بأسامة بن لادن. وأوضح تينيت ان المعلومات التي في حوزة "سي آي أي" تشير الى ان المؤامرات التي يتم التخطيط لها ستصادف نهاية موسم الحج الموافقة في نهاية الاسبوع الحالي. كما تشير الى ان الاعتداءات يمكن ان تتم بالأسلحة المشعة او السموم او المواد الكيماوية. وافاد ان تنظيم القاعدة يعمل على وضع وسائل جديدة لشن هجمات "تتضمن استخدام صواريخ ارض جو وسموماً ووسائل تعمل جواً وبراً وتحت المياه لمهاجمة اهداف في البحر". وقال تينيت ان الولاياتالمتحدة قررت الجمعة الماضي رفع مستوى الانذار ضد تهديدات ارهابية حتى "تمنحنا مهلة اكبر للتحرك ضد هؤلاء الارهابيين الذين يتآمرون لالحاق الأذى بنا". وتم رفع مستوى الانذار من "مرتفع" الى "مرتفع جداً"، ما أدى الى تعزيز الاجراءات الامنية في جميع ارجاء الولاياتالمتحدة.