لندن، جنيف - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - ارتفعت مبيعات اقنعة الغاز في بريطانيا ارتفاعاً صاروخياً. السياح بدأت أعدادهم بالتناقص، هبطت النسبة نحو عشرين في المئة. المهندسون المعماريون يدرسون فكرة العدول عن بناء مزيد من ناطحات السحاب. وبنوك كبيرة ومؤسسات كثيرة ألغت حفلاتها ليلتي عيدي الميلاد ورأس السنة. حتى الممثلة ليندا باول، ابنة وزير الخارجية الاميركي كولن باول اضطرت الى الانسحاب من عرض في لندن. لقد خشي والدها ان تكون هدفا للارهابيين. هذه المخاوف عززها جون ستيفنس رئيس الشرطة الذي وضع العاصمة البريطانية في اعلى حالات التأهب الامني وقت السلم في تاريخ المدينة، وكان اول من اعترف بأن "لندن في خطر لأنها من أكبر عواصم العالم". ولم تخف دوائر عدة أن تكون المملكة المتحدة الهدف الثاني للإرهاب. وتخوف بعضها أن يكون كثيرون من اللاجئين المتسللين إلى الجزيرة حملوا معهم ربما أسلحة كيماوية أو جرثومية، وهم ينتظرون اللحظة المناسبة. وأشار استطلاع للرأي نشرته صحيفة "الأبزورفز" إلى أن 63 في المئة من البريطانيين يخشون استخدام البريطانيين أسلحة دمار شامل وكيماوية أو نووية من الآن فصاعداً. وأكد لي لانجين الذي يعمل في متجر "نيو كروس آرمي سور بلاس" في مانشستر: "بعت 200 قناع في خلال ساعتين فقط"! وقال جون الدريدج رئيس تحرير نشرة "جينز" المتخصصة في شؤون الدفاع النووي والبيولوجي والكيماوي: "ان التهديد بهجوم كيماوي أو بيولوجي ممكن الحدوث اليوم أكثر من ذي قبل، ولكن على الناس ألا يدعوا الذعر يستحوذ عليهم". لم يكن هناك تهديد محدد لكن السلطات لا تغامر، فاذا كان المتطرفون مستعدين لاستخدام طائرات الركاب كصواريخ موجهة فان المستحيل بات الآن ممكناً. لكن رئيس الوزراء توني بلير قلل من التحذير الذي أطلقه مسؤول في منظمة الصحة العالمية عن هجمات محتملة بأسلحة جرثومية او كيماوية. وقال ناطق باسم بلير: "لا يوجد أي دليل إلى تهديد محدد للمملكة المتحدة في هذا الشأن. وسبق لرئيس الوزراء ان ردد ذلك في مناسبات عدة". واوضح ان بلير اعتبر ايضاً: "ان اولئك الذين ارتكبوا تلك الاعمال الاجرامية الهجمات في واشنطن ونيويورك ليس لديهم رادع اخلاقي حيال قتل المدنيين الابرياء". وكان وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد اعلن الاحد الماضي، ان واشنطن التي تأخذ على محمل الجد التهديدات المحتملة بإقدام الارهابيين على استخدام السلاح الجرثومي والكيماوي، لا تملك أدلة إلى ان مدبري الاعتداءات على الولاياتالمتحدة كانوا يفكرون في استخدام هذا السلاح. لكن المدير التنفيذي في منظمة الصحة العالمية ديفيد نابارو صرح بأن المنظمة دعت الحكومات الغربية إلى التأهب والاستعداد لهجمات محتملة بأسلحة كيماوية او جرثومية. وابلغ هيئة الاذاعة البريطانية: "قد تكون هذه الجراثيم هي الجمرة او جرثوم التسمم البوتوليزم... وهو سم يستخرج من البكتيريا ويسبب السل او ربما الجدري، على رغم ان هذا سيناريو مرعب الا ان هناك بعض الافتراضات أن الجدري قد يستخدم". ورد نابارو على سؤال عن درجة حماية بريطانيا من مثل هذه الهجمات فأجاب: "ردي بصراحة هو انني لا اعلم... كل ما اعرفه بثقة الآن ان هناك في بريطانيا ناساً يعكفون بجد على البحث في هذا الأمر واعتقد بأن هناك تحضيرات اكثر بكثير مما يتخيل غالبية الناس". وتعكف منظمة الصحة العالمية التابعة للامم المتحدة على اعداد تقرير في شأن الرد على التهديد المتمثل في الهجوم بأسلحة جرثومية او كيماوية. وكان من المقرر صدور التقرير بحلول نهاية السنة، لكن المنظمة اصدرت مسودة له إثر تزايد المخاوف إثر الهجمات التي تعرضت لها الولاياتالمتحدة في 11 ايلول سبتمبر الجاري. الكابوس الذي يطارد كل الساسة واضعي خطط مواجهة الكوارث هو هجوم كيماوي او بيولوجي. وقال نابارو : "اجراس الخطر بدأت تدق. وفي ظل هذه الظروف سيكون من الحماقة الا تفكر في الامر على الاقل والا تستعد بكل ما هو ممكن".