اعلنت واشنطن انه لم يعد امامها من خيار سوى استخدام القوة لاجبار العراق على نزع اسلحته. وفيما تحدثت انباء عن عزمها التعاون مع لندن لاستصدار قرار اممي يمهل الرئيس صدام حسين 48 ساعة لمغادرة بلاده تحت طائلة مواجهته الحرب، فقد واصل المفتشون محادثاتهم في بغداد وسط انباء متفائلة بشأن الوضع العام بعد تصريحات بليكس والبرادعي. إصرار أمريكي واصلت الولايات المتحدة تشديد لهجتها حيال العراق، واعتبرت مستشارة الأمن القومي الأمريكي، كوندوليزا رايس الأحد ان الهجمات الإرهابية السابقة تعني أن واشنطن يجب ألا تتردد في عزمها على إرغام العراق على نزع أسلحته. وقالت رايس في حديث لشبكة تلفزيون ناين نتوورك الاسترالية من الولايات المتحدة: يقود الرئيس حربا عالمية ضد الإرهاب ليس فقط بسبب تعرض أمريكا للهجوم لكن لأن رجالا ونساء أحرارا في كل مكان يتعرضون للهجوم. مهلة لصدام في غضون ذلك، ذكرت صحيفة بريطانية ان الولايات المتحدة وبريطانيا تخططان لاستصدار قرار جديد من مجلس الأمن الدولي ينص على منح الرئيس العراقي صدام حسين مهلة ثمان وأربعين ساعة لمغادرة العراق وإلا واجه الحرب. وقالت صحيفة (صنداي تليغراف) أمس الاحد، أن الخطة ستطرح أمام مجلس الأمن الأسبوع المقبل في حال جاء تقرير المفتشين الذي سيقدمه كبيرهم هانز بليكس بنتيجة مؤداها أن الرئيس العراقي لايزال يعرقل عمليات التفتيش. ونقلت الصحيفة عن مصدر دبلوماسي رفض الكشف عن اسمه قوله إن القرار سيشير الى ان صدام حسين قد ارتكب خرقا ماديا لقرار مجلس الأمن 1441، وهو الوصف الذي يخول المجلس اتخاذ كل الوسائل لنزع سلاحه وفقا للقرار. وقد نفى متحدث باسم الحكومة البريطانية هذه المعلومات، معتبرا انه ما يزال من المبكر الحديث عن قرار جديد في مجلس الأمن. وكان الرئيس الأمريكي جورج بوش وكبار المسؤولين في إدارته قد عدلوا موقفهم المعارض لقرار دولي جديد ورحبوا بقرار يؤكد على ما جاء في القرار 1441 السابق، مما يمهد الطريق أمام عمل عسكري ضد العراق. البيت الأبيض يرد على انان وعلى صعيد متصل، فقد اعلن البيت الابيض السبت، بعد تأكيد الامين العام للامم المتحدة كوفي انان ان الامم المتحدة هي التي تقرر حربا محتملة على العراق، ان موقف الولايات المتحدة من الأمم المتحدة واضح. وقال المتحدث باسم البيت الابيض سكوت ستانزل ان موقفنا حول مبدأ التحالف، والامم المتحدة وتطبيق القرار 1441 واضح، مذكرا بالخطاب الاسبوعي الذي ألقاه صباح السبت الرئيس جورج بوش. وكان انان اعلن في خطاب ألقاه في وليامسبورغ، في جنوب شرق الولايات المتحدة، ان استخدام القوة العسكرية لفرض تطبيق قرارات مجلس الامن الدولي مسألة يجب دراستها ليس من قبل دولة واحدة ولكن من قبل المجتمع الدولي بمجمله. الامريكيون غاضبون الى ذلك، فقد اعربت الولايات المتحدة عن غضبها ازاء خطة فرنسية المانية لنزع سلاح العراق تم اعدادها دون علمها، واعلن مسؤول امريكي رفيع المستوى ان الوفد الامريكي الى المؤتمر الدولي التاسع والثلاثين حول الامن المنعقد في ميونيخ (جنوب المانيا) شعر بالغضب عندما علم من الصحافة بشان هذه الخطة. وقال هذا المسؤول المرافق لوزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفلد، نعلم كل فرنسي وكل الماني نلتقي به انها ليست وسيلة لكسب حظوة الولايات المتحدة. واشار هذا المسؤول الى ان رامسفلد عندما طرح عليه صحافي السؤال حول وجود هذه الخطة،استفسر من نظيره الالماني بيتر ستروك عن الامر فاجابه لسنا جاهزين بعد للحديث عن ذلك.. واضاف ان آخر شئ يجب فعله هو نشر اقتراح دبلوماسي مهم بواسطة الصحافة واكتفى رامسفلد بالقول للصحافيين بعد لقائه مع ستروك انه ليس على علم بهذه الخطة. واعلن ناطق باسم الحكومة الالمانية السبت ان الحكومتين الفرنسية والالمانية تدرسان بدائل سلمية ملموسة للحرب في العراق مؤكدا بذلك جزئيا معلومات صحافية تحدثت عن خطة سرية لنزع اسلحة بغداد. وذكرت مجلة (دير شبيغل) في عددها اليوم الاثنين ان باريس وبرلين تعدان خطة شاملة كبديل للحرب في العراق للتوصل الى نزع اسلحة البلاد بالكامل تقضي واقعيا بسيطرة جنود دوليين (قبعات زرق) على العراق للاشراف على عملية نزع الاسلحة فيه. وتاتي الخطة الالمانية-الفرنسية ترجمة واقعية للانقسامات العميقة بين الولايات المتحدة وبعض حلفائها الاوروبيين بشأن الحرب ضد العراق. ويخشى مسؤولون امريكيون من ان تضر هذه الانقسامات بالعلاقات عبر الاطلسي، خاصة مع اصرار فرنسا والمانيا على موقفهما المنادي بضرورة إتاحة الفرصة لمساعي السلام في العراق. قوات بريطانية من ناحية ثانية، فقد بدأت قوات بريطانية تستعد للتوجه الى الخليج في شحن دبابات ومعدات ثقيلة على متن سفن في ميناء ايمدن بشمال المانيا. وقال متحدث باسم الجيش البريطاني اثناء شحن المعدات في ايمدن تلقينا اوامر بالتحرك. واضاف ان القوات ستبدأ هذا الاسبوع في التوجه الى الخليج. ويأتي شحن المعدات البريطانية بعد نشر طائرات للسلاح الجوي الملكي مع مجموعة متنوعة من الصواريخ والقنابل فضلا عن نشر مزيد من القوات البريطانية في الخليج. وقال وزير الدفاع البريطاني جيف هون إن سلاح الجو الملكي سيزيد وجوده في الخليج ليصل الى 100طائرة يدعمها نحو 7 الاف فرد. واضاف ان نحو 1200جندي متمركزين حاليا في المانيا من المتوقع ان يتم نشرهم في الخليج في اطار الحشد العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة لحرب محتملة على العراق .. وأوردت صحيفة ذي اوبزرفر تصريحات لاذعة لوزير الدفاع جيف هون حمل فيها على الاشخاص الذين ينتقدون النهج المتشدد الذي تعتمده بريطانيا في الازمة العراقية.. محذرا من ان بعض الاشخاص لن يقتنعوا بخطورة الوضع ما لم يطلق صاروخ (عراقي) مجهز برأس من اسلحة الدمار الشامل وما لم يشن الارهابيون هجوما على احدى مدننا.. ومضى يقول الحكومة لن تبقى مكتوفة اليدين في حين قد يقتل مئات او الاف الاشخاص. والجنود البريطانيون الذين سيصلون من المانيا سيكونون جزءا من قوة بريطانية تضم نحو 42 الف عسكري بريطاني يجري نشرها في الخليج. وارسلت الولايات المتحدة بالفعل 110 آلاف جندي في قوة قد تصل بحلول مارس الى 200 الف جندي. هجوم جديد وفي سياق المواجهات شبه اليومبة بين الطائرات الامريكية والبريطانية من جهة والمقاومات العراقية من جهة ثانية، فقد اعلن الجيش الأمريكي ان هذه الطائرات هاجمت منشأة دفاع جوي عراقية متنقلة للقيادة والتحكم السبت ردا على تهديدات تعرضت لها طائرات التحالف التي تراقب منطقة حظر الطيران في جنوبالعراق. وقالت القيادة المركزية الأمريكية ومقرها تامبا بولاية فلوريدا إن المركز ومقره الكوت التي تبعد 150 كيلومترا جنوب شرقي بغداد تم قصفه بأسلحة دقيقة التصويب بعد أن نقلته القوات العراقية داخل المنطقة الجنوبية. وأضافت القيادة ان وجود المركز في منطقة حظر الطيران يمثل تهديدا لطائرات التحالف. وستتولى القيادة المركزية في تامبا إدارة أي هجوم بقيادة الولايات المتحدة لإرغام بغداد على الامتثال لقرارات مجلس الأمن التي تطالب العراق بنزع أي أسلحة محظورة يملكها. بليكس/ السعدي.. امل في الخروج من النفق