في حين يعاني عدد من الاندية الاوروبية من مصاعب مادية كبيرة هددت بعضها بالافلاس وارغمت كثراً على تقليص كوادره من لاعبين واداريين وموظفين للسيطرة على الوضع المالي والحد من الخسائر، كشفت "نقابة لاعبي كرة القدم المحترفين" في الدوري الانكليزي ان عدداً كبيراً من اعضائها بعثر امواله وخسر ثروات طائلة على المراهنات والقمار ويعاني حالياً من ديون طائلة، في ضوء اتهام نجم هجوم منتخب انكلترا مايكل اوين بانه خسر 2.2 مليون جنيه نحو 3.5 مليون دولار خلال عامين ونصف عام على مراهنات سباقات الخيل ونتائج كرة القدم. وعلى رغم نفي اوين هذه الاتهامات واعترافه بانه لم يخسر في تلك الفترة اكثر من 40 ألف جنيه، فان وثائق رسمية اثبتت انه خسر 16 ألف جنيه في يوم واحد على 21 رهاناً في مضمار لسباقات الخيول، وانه مدان لعملاق مكاتب المراهنات "فيكتور تشاندلر" بمبلغ 130 ألف جنيه في حسابه الخاص معه. وهو راهن بمبلغ كبير على فوز مانشستر يونايتد بكأس دوري ابطال اوروبا وتشلسي ببطولة الدوري المحلي وتوتنهام بكأس انكلترا، فضلاً عن اعترافاته الشخصية بانه "يدمن" لعب الورق الشدة خلال رحلاته مع منتخب انكلترا، ما سبب حرجاً وازعاجاً لمسؤوليه ومشجعيه كونه يعكس صورة اللاعب "المثالي للجيل الجديد". وعلى عكس الكثير من نجوم اللعبة، فان اوين يفضل الابتعاد عن الاضواء ويقدس حياته العائلية، وهو علق على ما تردد منزعجاً "لم ولن اقصد الاساءة الى ناديي او عائلتي او بلدي". ولكن عندما كشف امر دفع اوين شيكاً للاعب نيوكاسل وزميله في المنتخب كيرون داير بقيمة 30 ألف جنيه خلال المونديال الصيف الماضي بعدما خسر رهاناً على احدى نتائج المنتخب البرازيلي، طالب اوين بفتح تحقيق ومحاسبة مفتضحي الأمر. ودافع رئيس "نقابة اللاعبين المحترفين" غوردن تايلر عنه قائلاً: "اصحاب الدخل المحدود يتوجهون الى مكاتب المراهنات كل اسبوع وقد يخسرون 10 او 20 جنيهاً من دخلهم وهي النسبة ذاتها التي يخسرها اوين مقارنة بمدخوله السنوي المقدر بخمسة ملايين جنيه". وعلى خلفية اعترافات عدد من نجوم المنتخب الانكليزي باقامة حلقات رهان للعب الورق خلال رحلات المنتخب، اصدر الاتحاد الانكليزي للعبة قراراً بحرمان "اي لاعب ومهما كانت شعبيته ونجوميته وأهميته للفريق من لعب الورق او اي نوع من الالعاب تقود الى الرهان والقمار خلال مشاركته ووجوده مع المنتخب... ومن يكسر هذا القانون يحرم مدى الحياة من تمثيل منتخب بلاده". وقال ناطق باسم الاتحاد ان "الحزم والتحذير الصارم كانا لازمين لأن عدداً من الشركات الراعية ابدى عدم رضاه على انباء مراهنات اللاعبين والتي تنعكس سلباً على سمعة هذه الشركات، وبالتالي هددت بسحب رعايتها للمنتخب". ديون الكازينوهات وعلى رغم ان اوين، الذي يتقاضي 70 ألف جنيه اسبوعياً، خسر مبالغ كبيرة لكنه لم يشكُ من ديون مزعجة. غير ان تايلر كشف ان عدداً من نجوم الفرق الكبيرة "يغوص" في وحل من الديون الضخمة جراء ادمانهم على القمار في الكازينوهات. واشار الى بعض نجوم نادي تشلسي اللندني على انهم يتصدروا لائحة "المديونين". وقامر المهاجم الهولندي جيمي فلويد هاسلبانك ب1.1 مليون جنيه 1.650 مليون دولار على طاولات كازينوهات العاصمة، وزميله الدنماركي ياسبر غرونكيار خسر 112 ألف جنيه في غضون اسبوع واحد، كما خسر الايسلندي ايدور غديونسون 400 ألف جنيه في اشهر قليلة... ولكن هؤلاء النجوم وجدوا من يدافع عنهم بشخص لاعب المنتخب وارسنال السابق بول ميرسون الذي عانى طويلاً من ادمان الكحول والمخدرات والقمار "ماذا في استطاعة لاعبي كرة القدم عمله... فهم في مقتبل الحياة ويزيد مدخولهم على اقرانهم من الموظفين العاديين مئات المرات. ولا يسمح لهم بالتدخين او شرب الكحول بحرية او تعاطي المخدرات، اذاً لا بد ان يكون هناك شيء ما يفعلونه". واكمل: "كثير من اللاعبين يبحث عن وسيلة ترفيه واثارة بما لا تنعكس سلباً على قدرته الجسدية، ولا اعتقد ان احداً يستطيع منعهم من المراهنة ولعب القمار لأن اي مجموعة من اللاعبين بامكانها التجمع في منزل احدهم وانشاء حلقة قمار اذا منعوا من الذهاب الى اندية المراهنات". وابدى ناطق باسم تشلسي عجز ناديه عن الحد من هذه الظاهرة "ماذا نستطيع عمله؟... اذا اراد لاعبونا تبذير اموالهم فهذا شأن خاص وهي اموالهم، ولا نستطيع منعهم من ان يتصرفوا بها بهذه الطريقة". وقال تايلر: "اللاعبون غير معصومين وهم ليسوا قديسين ولكن عليهم تحديد الفارق بين الادمان والتسلية، لأن لدى النقابة الآن نحو 20 لاعباً يغوصون في الديون ويشكون من مشكلات مادية كارثية. وعلى رغم اننا لا ندري دائماً السبب خلف هذه المشكلات، الا اننا لا نستطيع ربطها دائماً بالقمار والمراهنات". يذكر ان اتحاد الكرة المحلي كان يمنع لاعبي كرة القدم المحترفين من المراهنة على نتائج المباريات حتى قبل عامين عندما تساهل في قراراته، وسمح لهم بالمراهنة على نتائج المباريات والمسابقات التي لا يلعب فيها اللاعب دوراً مباشراً. ومن اشهر من عانى من ادمان القمار كان حارس مرمى المنتخب في الثمانينات بيتر شيلتون الذي فقد عمله مدرباً لفريق بليموث درجة ثانية في مطلع التسعينات عندما اشهرت محكمة محلية افلاسه وجردته من منزله وكل ممتلكاته لتعاظم حجم ديونه.