تعالت اصوات كثيرة في الدوري الانكليزي لكرة القدم في الأيام الماضية منبهة الى ان الاندية المحلية تقطع الطريق على الجيل الجديد من اللاعبين الشباب وتحرمه من البروز، في حين ينعم اللاعبون الاجانب باماكنهم المفترضة بعدما ارتفع عدد غير البريطانيين منهم في الدرجة الممتازة بنسبة الف في المئة خلال عشر سنوات. وبات اللاعبون الانكليز في الدرجة الممتازة "مثل المخلوقات المهددة بالانقراض"، وبالحكم على اليوم الاول من الموسم الجديد فانه من بين اللاعبين ال220 الذين بدأوا أساسيين في الفرق ال20 كان هناك 105 اجانب والباقون من بريطانيا وجمهورية ايرلندا. وهذا الرقم يعكس مدى التحول الكبير منذ انشاء الدرجة الممتازة عام 1992، فحينذاك لم يتعد عدد اللاعبين الاجانب اكثر من 12 لاعباً كان ابرزهم الفرنسي اريك كانتونا والدنماركي بيتر شمايكل والسويدي انديرس ليمبار. ومع استحداث قانون بوسمان في منتصف التسعينات والدعم المالي الكبير من الاعلانات التجارية وحقوق النقل التلفزيوني، بدأ نزوح اللاعبين الاجانب يتعاظم من كل انحاء العالم. والى جانب التحذيرات من "الغزو الاجنبي"، فان رئيس "اتحاد اللاعبين المحترفين" غوردن تايلر اوضح ضرورة وجود اللاعب الاجنبي وتأثيره الايجابي في المحليين كتأثير كانتونا في ديفيد بيكهام بحسب اعتراف الاخير. لكن تايلر حذر من ان استقطاب الاجانب هو "سلاح ذو حدين"، قد ينعكس سلباً على بروز نجوم محليين جدد وبالتالي يؤثر في فرص المنتخب في المنافسات الدولية. فمثلاً يلفت مهاجم ليفربول الصاعد نيل ميلر الانظار بعروض قوية في فريق شباب حتى انه لقب بمايكل اوين الجديد، ولكنه لا يجد مكاناً له حتى على مقاعد الاحتياطيين الذي يحتله الكرواتي ميلان باروش والفنلندي ياري ليتمانن. ويقول تايلر: "لم اتوقع ابداً ان ارى هذا الكم الهائل من الجنسيات يلعب في الدوري الانكليزي، انها عملية ذات مسارين متناقضين لأن كثراً من اللاعبين الاجانب سيرفعون من اداء عناصرنا الشباب ولكنني اتمنى الا يحرموا الجيل الجديد من أخذ فرصته مع الفريق الاول". واكمل: "مبالغ كبيرة تصرفها انديتنا خارج البلد لاستقطاب الاجانب وعليها ان ُتحسن انفاقها لأن هناك محليين كثراً افضل من الاجانب المستوردين بمبالغ كبيرة... كما علينا ان نستمر في انتاج مواهب جديدة حتى نملك فرصة جيدة في المنافسة في المحافل الدولية"، وأعرب عن سروره برؤية شباب يشاركون في اليوم الاول من الموسم وقال: "كان جميلاً رؤية بروز مايكل اوين وستيفن جيرارد مع ليفربول في السابق والآن نشاهد بروز نجم مهاجم تشلسي الصاعد كارلتون كورت، وهذا ما اتمنى ان يستمر، اي عندما يحصل توازن بين اعطاء الشباب فرصتهم وجلب النجوم الاجانب، فالكرة الانكليزية هي المستفيدة عموماً". اما مدرب منتخب ايرلندا الشمالية سامي مكلروي فيرى ان تأثير اللاعب الاجنبي سلبي اكثر منه ايجابي، فالمهاجم الدولي ديفيد هيلي يسجل بمعدل هدف في كل مباراتين لايرلندا الشمالية ولكنه لم يجد مكاناً مع مانشستر يونايتد، حيث تدرج من فرق الشباب فانتقل لبريستون في الدرجة الاولى، ويقول: "عندما اراد اليكس فيرغسون ضم مهاجم جديد اخرج دفتر شيكاته وصرف 18 مليون جنيه على الهولندي رود فان نيستلروي فيما لم يمنح هيلي اي فرصة، كما يملك ليفربول 23 اجنبياً تحت خدمته وهذا يؤثر سلباً في المنتخبات". ويعتقد مكلروي ان احد الاسباب الرئيسة خلف تعاظم عدد اللاعبين الاجانب في انكلترا هو تكاثر المدربين الاجانب، ويقول: "المدرب الاجنبي يتجه دائماً لضم لاعبين اجانب اكثر من المدرب المحلي، فمدرب آرسنال آرسين فينغر ضم عدداً كبيراً من اللاعبين الفرنسيين كذلك فعل مواطنه جيرار هوييه في ليفربول" وأضاف: "اعتقد ان السبب الآخر خلف الغزو الاجنبي للكرة الانكليزية هو الضغط الهائل الذي يشعر به المدربون جميعهم. فهم مطالبون بتحقيق الانتصارات الفورية، ولا مجال لبناء فريق من الشباب وانتظار بروزهم ما يعني الاتجاه لشراء لاعبين اجانب جاهزين سعياً لتحقيق النتائج الايجابية".