صُدم الشارع الرياضي الانكليزي من فضيحة تلاعب قد تهز أركان اللعبة الشعبية الاولى بعدما اعترف لاعب ساوثهامبتون السابق كلوس لونديكفام عن تلاعبات ومراهنات بين اللاعبين على أحداث تجري في مبارياتهم ما عاد على العديد منهم بآلاف الجنيهات. وأقر النجم النرويجي (39 عاماً)، الذي كان قائداً لساوثهامبتون بين عامي 1996 و2008، ان عدداً كبيراً من قائدي فرق في الدرجة الممتازة تورطوا في مراهنات غير قانونية، إذ ادلى النجم النرويجي بتصريحاته في حوارات عدة في بلده النرويج، مؤكداً خلالها أنه وعدداً كبيراً من زملائه في الفريق جنوا الآلاف من الجنيهات من المراهنة على أحداث في مبارياتهم «كل أسبوع تقريباً». وأكد لونديكفام انهم كانوا يستخدمون موظفي النادي للمراهنة بمبالغ كبيرة جداً على أحداث في مبارياتهم، مثل من سيحصل على أول رمية تماس، أو أول كرة زاوية، التي يتفق خلالها اللاعبون مع قائد الفريق المنافس لتسهيل الامر وللتأكيد على حدوثه، مؤكداً ان «الجميع كان يفعل ذلك في غالبية المباريات». واعترف لونديكفام الذي لعب 12 سنة مع ساوثهامبتون، ومثل منتخب بلاده النرويج في 40 مباراة انه «غير فخور بما قمت به... في البداية كنا نفعل ذلك كل أسبوع ونجحنا في جني الآلاف من الجنيهات من هذه المراهنات، لكن كان يتوجب علينا الاتفاق مع قائد الفريق المنافس كي تنجح مراهناتنا، التي كانت تتعلق مثلاً لمن ستكون رمية التماس الاولى ومن سيحصل على ركلة زاوية، ولمن ستكون ركلة البداية، وأيضاً البطاقات الصفر وركلات الجزاء، وهذه الامور كلها كان باستطاعتنا التحكم بها». وعلى رغم هذه الاعترافات الا ان لونديكفام أكد أنه وزملاءه لم يتعمدوا التأثير على نتيجة المباراة النهائية، وقال: «النتيجة النهائية لم تكن ضمن حساباتنا ومراهناتنا، وهذا أمر كنت سأرفضه لو عرض علينا، لاننا كنا منافسون محترفون، على رغم ان ما فعلناه من مراهنات كان غير قانوني، لكن في نظرنا كانت هذه الامور مجرد نوع من التسلية والمرح». وعلى رغم ان وجهة نظر لونديكفام تنصب في خانة التسلية والمرح، الا ان مسؤولي الاتحاد الانكليزي واتحاد الدرجة الممتازة وحتى الشرطة المحلية سيكون لها رأي آخر في الأمر، خصوصاً اعتراف النجم النرويجي السابق بالمراهنة على ركلات الجزاء، التي تدخل ضمن خانة التلاعب بنتيجة المباراة، كون ركلة الجزاء تقود الى هدف ينعكس على النتيجة النهائية. يذكر ان لونديكفام خاض مرحلة نقاهة في الشهور الاخيرة لعلاجه من الادمان على الكحول والمخدرات التي لجأ اليها عقب اعتزاله في 2008، وهو أكد ان هذه التلاعبات لم تكن حكراً على لاعبي ساوثهامبتون، بل كان يمارسها العديد من نجوم الدرجة الممتازة، وقال: «أعلم علم اليقين انها حدثت بين لاعبي الفرق الأخرى... نحن نجوم كرة القدم نعيش في فقاعة، وهذه الأمور كانت جزءاً من تقاليع وعادات اتبعها اللاعبون للتسلية والترفيه ولتوليد الاثارة، وأي شيء ممكن ان نراهن عليه كنا نراهن عليه». وحتى الآن لم يصدر أي رد فعل رسمي من نادي ساوثهامبتون او من الاتحاد الانكليزي للعبة.