اعربت مصادر سعودية مطلعة عن اعتقادها بأن عددا من العناصر الارهابية الذين تلاحقهم السلطات الامنية عادوا الى المملكة اخيرا من العراق ناقلين معهم اسلحة وذخائر من مخلفات الجيش العراقي السابق. وناشدت عائلتا اثنين من المطلوبين، عبر "الحياة"، ابنيهما تسليم نفسيهما الى الجهات المختصة. راجع ص4 واشارت المصادر السعودية الى وجود علاقة اكيدة بين الارهابيين الملاحقين وبين نظرائهم خارج المملكة، خصوصا في العراق، من ناشطي الفكر التكفيري. ولم تستبعد ان يكون عدد من الارهابيين تسللوا الى العراق اثناء الحرب ثم عادوا الى المملكة عبر الحدود الواسعة بين البلدين الممتدة بطول 1200 كيلومتر ناقلين معهم كميات ضخمة من الأسلحة والمتفجرات التي تعثر السلطات السعودية على مخابئ لها بين الحين والاخر اثناء مداهمات مخابئ الارهابيين. وعلمت "الحياة" ان السلطات السعودية ابلغت الولاياتالمتحدة بضرورة ان تشدد القوات الاميركية التي تحتل العراق وتتولى الامن على اراضيه رقابتها على الجانب العراقي من الحدود، بعدما تم اخيرا احباط العشرات من محاولات التسلل الى الاراضي السعودية وتم ضبط شحنات من الاسلحة والمخدرات. وكان مساعد وزير التجارة الاميركي وليام داش صرح امس بأن الحدود العراقية مع السعودية ستظل مغلقة امام حركة التجارة في الوقت الحالي لاسباب أمنية على رغم مطالبة رجال اعمال سعوديين بتعزيز التجارة المباشرة بين البلدين. وتفيد المصادر الامنية ان معظم المطلوبين هم من الذين قاتلوا في افغانستان ليس اثناء فترة الاحتلال السوفياتي، بل خلال "الحرب على الارهاب" التي شنتها الولاياتالمتحدة في هذا البلد بعد احداث 11 ايلول سبتمبر 2001، وينتمي هؤلاء الى "الجيل الثاني" في تنظيم "القاعدة"، حتى وان لم يكن بعضهم على علاقة مباشرة بالتنظيم الارهابي. وقال داش ان المخاوف الامنية على الجانب العراقي وعدم كفاية قوات الاحتلال التي تقودها الولاياتالمتحدة تعني ان الحدود عند مدينة عرعر قد لا تفتح الا للسماح للحجاج بالدخول الى السعودية في مطلع العام المقبل. من جهتها، دعت عائلتا اثنين من المطلوبين للسلطات، عبر "الحياة"، ابنيهما الى تسليم نفسيهما الى الجهات الأمنية المختصة. وقال والد ووالدة سعود حمود العتيبي: "ندعوك إلى تسليم نفسك إلى السلطات الأمنية بدلاً من الاختفاء والتواري الذي لا ينفع ولا يفيد ... نبشرك بأن زوجتك انجبت طفلة صغيرة جميلة قبل تسعة ايام، نرجوك ان تسلم نفسك لتراها". وقال والد عامر محسن الشهري لابنه: "من الأفضل ان تسلم نفسك لان التشرد لا يعود عليك سوى بالهلاك. فاحتكم إلى شرع الله وسنة نبيه التي ترضي الجميع في هذه البلاد". في هذا الوقت، دعا مجلس الشورى السعودي المواطنين "من مختلف الفئات والفعاليات الى الإسهام في ردم الفجوات والأخذ بالمنهج الوسط والاعتدال وتشجيع كل موقف يبعد عن التصنيفات أو التعصب من جميع الاطراف والاتجاهات"، ورأى وجوب "الوقوف بحزم امام كل ما من شأنه ان يؤدي الى صدام او تناقض او استفزاز لان الحق لا تثبته الآراء المتطرفة من اي جانب غلوا كان او جفاء، والخسارة هي خسارة للوطن كله والكاسب هو العدو وحده".