للمرة الثانية منذ إعلان السلطات الأمنية السعودية قبل ستة اسابيع قائمة تضم 85 مطلوباً أمنياً، يبادر أحد هؤلاء الى تسليم نفسه. فقد اتصل «أمير» الحدود بين سورية والعراق في تنظيم «القاعدة» والمطلوب الرقم 61 السعودي فهد رقاد سمير الرويلي، بذويه هاتفياً من خارج المملكة خلال الفترة الماضية وطلب منهم مساعدته في تسليم نفسه الى السلطات السعودية، بعدما امضى ستة أعوام في تجنيد المغرر بهم ودعمهم بالأسلحة في المناطق الحدودية في العراق. وكان المطلوب الرقم 15 بدر العوفي الموجود في اليمن، بادر أخيراً الى تسليم نفسه إلى السلطات السعودية بالتنسيق مع مركز الرعاية والتأهيل، في حين قبضت السلطات اليمنية على المطلوب الرقم 43 عبدالله الحربي في محافظة تعز (250 كيلومتراً جنوب صنعاء)، وبذلك تتقلص القائمة إلى 80 مطلوباً سعودياً واثنين يمنيين. وذكرت معلومات لم يتسن التأكد منها رسمياً ان الرويلي سلم نفسه عن طريق الاردن الذي انتقل اليه من سورية. وشددت مصادر امنية ل «الحياة» على أهمية المعلومات التي يمتلكها الرويلي عن الخلايا التي تعمل على التغرير بالشبان داخل المملكة وتحريضهم على الذهاب إلى داخل العراق، وقالت انه على معرفة بأعداد الأشخاص الذين تسللوا إلى هذا البلد وأوكار الخلايا التي جندتهم. وأوضح الناطق الأمني في وزارة الداخلية اللواء منصور التركي ل «الحياة»، أن المطلوب الرويلي (32 عاماً)، بادر أول من أمس الى تسليم نفسه للجهات الأمنية في المملكة بمساندة من ذويه الذين تلقوا اتصالاً منه أبدى فيه رغبته في مساعدته بالعودة إلى الوطن. وقال ان وزارة الداخلية سهلت عودته من خارج المملكة، وهو يمضي يومه الأول مع أسرته، والجهات الأمنية ستبذل جهدها لتسهيل عودة كل مطلوب في قوائم الوزارة في حال مبادرته الى تسليم نفسه والتنسيق مع الجهات الأمنية في المملكة. وأشار التركي إلى أن الجهات الأمنية «لا تعرف ظروف اهالي بقية الذين وردت أسماؤهم في قائمة ال85، وربما لا يتلقون اتصالات منهم، أو لا يستطيعون إقناع أبنائهم في حال تلقي اتصال منهم». وأكد أنه ستتم مراعاة مبادرة الرويلي عند النظر في وضعه وفق الأنظمة المعمول بها في المملكة، مجدداً دعوة المطلوبين كافة الى الرجوع عن الأفكار الضالة، والمبادرة إلى تسليم أنفسهم للاستفادة من الظروف التي ستتم مراعاتها عند النظر في وضعهم. وكانت وزارة الداخلية اتهمت الرويلي المكنى ب «أبو سندس»، بالارتباط بعناصر تنظيم «القاعدة»، ودعمه لهم بالأسلحة، وتجنيده المقاتلين وتنسيق انتقالهم إلى العراق بواسطة منسقي سفر أجانب وتوفير جوازات سفر مزورة، بعدما اتخذ من سورية مركزاً لنشاطه، حيث كان التنظيم يعتبره «أمير» الحدود بين العراق وسورية والمسؤول عنها.