فيما دعت سورية الولاياتالمتحدة أمس إلى حوار "موضوعي" لتجاوز "السلبية" التي تسود العلاقات بين البلدين، رافضة "المطالب العلنية"، اتهم رئيس مجلس الحكم الانتقالي العراقي جلال طالباني دمشق بالتدخل في الشؤون الداخلية للعراق، وأكد انتقال "إرهابيين" من سورية ودول مجاورة أخرى إلى بلاده. في غضون ذلك، أعلنت سلطة الاحتلال اعتقال ضابطين عراقيين سابقين بتهمة تنظيم المقاومة وتمويلها. وهزت ثلاثة انفجارات المقر العام للقوات الأميركية في الموصل، بعد أقل من 24 ساعة على قصف المقر الرئيسي في بغداد، وقتل جندي أميركي ب"طلق ناري غير معادٍ". وقالت مديرة إدارة دائرة الإعلام في وزارة الخارجية السورية بشرى كنفاني إن العلاقة بين أميركا وسورية، التي تواجه ضغوطاً متزايدة، تسودها "درجة من السلبية" لم تحصل منذ سنوات عدة. وأضافت في حديث إلى "رويترز" ان "أميركا هي التي تمارس أنواع الضغوط التي صعدتها بشكل أساسي عندما دفعت بقانون محاسبة سورية إلى الكونغرس"، مؤكدة: "نحن نعتبر أن العلاقة السورية - الأميركية في الوقت الحاضر علاقة تسودها درجة من السلبية لم تحصل منذ سنوات. ومرد ذلك في ما نعتقد هو أن الإدارة الأميركية تنتهج سياسة في المنطقة لا تخدم مصالحها ولا مصالح المنطقة، هي في الغالب سياسة متأثرة بالمؤثرات الإسرائيلية، خصوصاً في ظل حكومة ارييل شارون. من هنا تأتي الاتهامات المتكررة التي تتناغم مع المواقف الإسرائيلية". إلا أن كنفاني قالت إن الحوار الموضوعي بين البلدين من شأنه أن يعيد العلاقات الطبيعية بينهما. وزادت ان "أميركا لديها آراء قدمتها وقالت علناً لدي مطالب. نحن نقول إن هذا شيء غير مقبول. لدى أميركا مواضيع واهتمامات تطرحها ولدينا نحن أيضاً اهتمامات ومسائل تهمنا جداً، ولها أولوية تدخل في إطار الثوابت الوطنية السورية". وتابعت: "المطلوب ليس أن نقدم مبادرات فقط، بل ان نتحاور. نحن نريد أن يفتح باب حوار موضوعي بين سورية والولاياتالمتحدة من منطلق أن لديهم اهتماماتهم ولدينا نحن أيضاً اهتماماتنا. ويجب أن تبحث هذه الاهتمامات بحثاً موضوعياً بناء يأخذ في الاعتبار مصالح الطرفين وليس مصالح من تريده أميركا وحدها. وهذا هو طريق البدء في استعادة العلاقات المنطقية الطبيعية بين البلدين". وقالت إن قوة الاحتلال لديها أجهزة الكترونية وأقماراً اصطناعية يمكنها أن توفر إمكانات أكثر مما تملكه سورية، فلماذا لا تحرس الحدود بنفسها. وأضافت: "حالياً تركز الولاياتالمتحدة على مسألة الحدود وما تقوله من تسلل لأشخاص. قلنا ونكرر ان الحدود بين سورية والعراق طويلة وصحراوية ومن الصعب ضبطها. نحن نفعل ما نستطيع، ولكننا ندعو الأميركيين الذين يملكون أكثر منا وسائل مراقبة الكترونية وغيرها، أن يمارسوا هم ضبط الحدود في الجانب العراقي". وأشارت كنفاني إلى أن الإدارة الأميركية لا تريد السلام والاستقرار في المنطقة، وقالت: "عندما هاجمت أميركا العراق خلافاً لإرادة المجتمع الدولي، هل كانت تبحث عن الاستقرار في المنطقة. لا بالعكس، هذا تدخل في المنطقة له ما بعده. أميركا قلبت صفحة جديدة في سياساتها وليست الآن في وارد السلام والاستقرار، بل في وارد شيء آخر بدأته في الخطوة العراقية. ونأمل بأن تعود أميركا إلى رشدها". ورأت كنفاني أنه كان من المصلحة العراقية أن تشارك بغداد في مؤتمر وزراء الخارجية للبلدان المجاورة له الذي عقد في دمشق قبل أيام، إلا أنها لفتت إلى وجود ايجابية في التصريحات العراقية التي تلت إعلان البيان الختامي للاجتماع. وجاءت اتهامات طالباني لسورية أمس لتؤكد مخاوف دمشق من التحالف الكردي - الأميركي، إذ أنه أكد دخول "إرهابيين" من سورية إلى العراق، واعتبر الدعوة التي وجهت إلى مجلس الحكم لحضور اجتماعات الدول المجاورة لبلاده "مهينة"، ورد على تصريحات لوزير الخارجية السوري فاروق الشرع جاء فيها أن المستفيدين من الوضع في العراق هم الأكراد وإسرائيل وأميركا. وقال طالباني إن المستفيد هو الشعب العراقي وسورية والعرب، وذكّر المسؤولين السوريين بأن نظام صدام حسين تآمر عليهم وحاول اغتيال عدد منهم. وأكد طالباني أنه سيزور تركيا "لتنقية الأجواء" بعدما عدلت عن ارسال قواتها إلى العراق. لكن مسعود بارزاني، زعيم "الحزب الديموقراطي الكردستاني" اتهم تركيا بأنها لا تقدر "صدق" و"حسن نيات" أكراد العراق، وأوضح: "نريد أن نكون حلفاء لتركيا ونتعاون معها في كل المجالات ...، لكننا لن نبذل الجهود لإقناع الأتراك بأننا لا نطمح إلى قيام دولة مستقلة"، مجدداً معارضته ارسال قوات إلى العراق من دول الجوار. وأعلن الجيش الاميركي أمس ان جنوداً من الفرقة المجوقلة ال82 ألقوا القبض، خلال عمليات دهم في الفلوجة أول من أمس، على ضابطين عراقيين يشتبه في قيامهما بتمويل هجمات على قوات "التحالف" وتنظيمها. وتعرض مقر القوات الاميركية في الموصل لقصف بالصواريخ بعد يوم من قصف مقر هذه القوات في بغداد. واستهدف أحد مراكز الشرطة العراقية شمال شرقي بغداد بقذيفة هاون. وكشفت تقارير صحافية ان الجندي البريطاني الذي قتل الاسبوع الماضي في العراق كان ضمن فرقة من قوات الكوماندوس السرية في شمال العراق تقوم بحملة تستهدف زعماء المقاتلين المناهضين لقوات الاحتلال. في غضون ذلك، أعلن اضراب مفتوح في النجف احتجاجاً على تردي الوضع الأمني، في اعقاب اغتيال احد القضاة، والمطالبة بنقل السلطات الامنية إلى العراقيين. وقتل مزارع عراقي برصاص اميركي في المقدادية، وجرحت عراقيتان في هجومين في كركوك.