دعا مجلس الشورى السعودي المواطنين من كل الفئات والفعاليات الى "الأخذ بالمنهج الوسط"، ورحب بتراجع بعض المشايخ عن "فتاوى خاطئة"، وأشاد بالتعديل الذي ادخلته الدولة على نظام المجلس "لتحقيق مرونة اكبر في ادائه". وفي بيان نقلته وكالة الانباء السعودية دعا المجلس الذي استأنف امس اعماله بعد عطلة عيد الفطر "الجميع من مختلف الفئات والفعاليات الى الاسهام في ردم الفجوات والاخذ بالمنهج الوسط والاعتدال وتشجيع كل موقف يبعد عن التصنيفات أو التعصب من جميع الاطراف والاتجاهات"، ورأى انه "ينبغي الوقوف بحزم امام كل ما من شأنه ان يؤدي الى صدام او تناقض او استفزاز وان يبتعد الجميع عن الكتابات الاستفزازية، فالحق لا تثبته الاراء المتطرفة من اي جانب غلوا كان او جفاء، والخسارة هي خسارة للوطن كله والكاسب هو العدو وحده". واضاف ان المجلس "ليعول كثيراً على العلماء والمثقفين في بيان خطأ الفكر الضال والمنحرف عن جادة الصواب الذي يجانب حقيقة الاسلام في وسطيته واعتداله البعيد عن مزالق التطرف والتكفير والجفاء، الداعي الى التزام الجماعة والالتفاف حول ولاة الامور والاخذ بما اجمعت عليه الامة. كما يعول على العلماء والكتاب والمثقفين في محاربة الافكار التي تجافي عقيدتنا واخلاقنا السامية". وابدى المجلس "ارتياحه للنهج الحكيم الذي تسلكه الحكومة في معالجة ظاهرة الغلو والتطرف، وما اثمرته هذه المعالجة من تراجعات ومراجعات من بعض الذين اصدروا فتاوى خاطئة، حيث اعلنوا بشجاعة عن خطئهم وضلال طريقهم، فهي مراجعات في الصواب ورجوع الى الحق، وهذه فضيلة تستحق الثناء". واشاد البيان بالأمر الملكي بتعديل المادتين 17 و23 من نظام مجلس الشورى، موضحاً انه "يمنحه مزيداً من الصلاحيات ويحقق مرونة اكبر في ادائه ويتيح له مساحة اوسع في تناول القضايا والمواضيع التي تهم المواطن والوطن"، مشيراً الى تماشي ذلك "مع ما اخذته الدولة على عاتقها من سياسة التطوير والتحديث في كل المجالات وخصوصاً ما يتعلق بالانظمة الثلاثة: نظام مجلس الوزراء ونظام مجلس الشورى ونظام المناطق". واوضح البيان ان التعديل اعطى المجلس "سلطة واضحة ومتكاملة في دراسة الصيغة النهائية لمشاريع الانظمة واللوائح والمواضيع الداخلة في اختصاصاته"، كما اعطاه "صلاحية اتخاذ القرارات باقتراح استحداث مشاريع انظمة جديدة او تعديل انظمة نافذة وان يتولى بنفسه المبادرة في اي شأن يراه مناسباً". وختم البيان ان المجلس يرى في هذا التعديل "دافعاً جديداً ليواصل رسالته في اعانة اجهزة الدولة لتحقيق ما يصبو اليه المواطنون من رقي وتطور، ويدعو المواطنين الى مده بآرائهم المدروسة واقتراحاتهم الهادفة".