تنكب مجموعة من المسؤولين الدوليين السابقين اعتباراً من يوم أمس بدعوة من الامين العام للامم المتحدة كوفي انان على درس الدور الذي يفترض ان تقوم به الاممالمتحدة للتكيف مع واقع العالم في القرن الحادي والعشرين، اذ ان "نظام الاممالمتحدة يقف الآن عند منعطف مصيري"، ما يؤكد "حاجة الأممالمتحدة الى تحديد جديد لدورها حتى تستجيب للأجواء السياسية الدولية ومشكلات الامن التي برزت في السنوات الاخيرة". ويتولى رئاسة اللجنة رئيس الوزراء التايلاندي السابق اناند بانياراشون وتضم رئيسي الحكومة السابقين في روسيا والدنمارك يفغيني بريماكوف وغرو هارلم برونتلاند والامين العام للجامعة العربية عمرو موسى ووزير الخارجية الصيني السابق كيان كيشين الى جانب برنت سكوكروفت المستشار السابق لشؤون الامن القومي للرئيس السابق جورج بوش. وسيكون على اللجنة ان تقدم توصياتها في شأن واحدة من اعقد المشكلات التي تواجهها المنظمة منذ فترة طويلة وهي اصلاح المؤسسات الرئيسة في الاممالمتحدة بما في ذلك مجلس الامن الذي لم يشهد سوى القليل من التطورات منذ قيام هذه المؤسسة الدولية قبل نحو نصف قرن. وقال بانياراشون عقب لقاء عقده مع انان في مقر الاممالمتحدة أول من امس: "اننا على مفترق طرق وعلينا ان نركز على الاسباب الاساسية لفشل نظام الاممالمتحدة في اتخاذ تدابير جماعية او استنباط حلول جماعية للمخاطر التي تهدد الامن والسلام" في العالم. ويشار الى ان الحرب على العراق التي شنتها الولاياتالمتحدة على العراق خلافاً لرغبة الاكثرية من اعضاء الاممالمتحدة عززت الشكوك التي كانت تساور الكثيرين في شأن صدقية الاممالمتحدة. وما لبثت المنظمة الدولية ان تلقت ضربة جديدة مع الاعتداء الذي استهدف مقرها في العاصمة العراقية في 19 آب اغسطس، ما ادى الى مقتل الممثل الشخصي للأمين العام للامم المتحدة سيرجيو فييرا دي ميلو و21 من معاونيه. وقد اتهم تقرير حول الحادث مؤسسات الاممالمتحدة بالتقصير. وأبرز مهمات اللجنة الجديدة سيكون تحديد المسار الذي يتعين على الاممالمتحدة ان تأخذه في عالم يسقط اكثر فأكثر في قبضة قوة واحدة عظمى وحيث بات الارهاب لا يتردد في مهاجمة الاهداف السهلة كمنظمات الرعاية الدولية. وسيكون على اللجنة ايضاً ان تقدم اقتراحات حول الاصلاحات الشائكة وتوسيع مجلس الامن الذي يهيمن عليه الخمسة الكبار الدائمو العضوية: الولاياتالمتحدةوروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا. وترى اوساط ديبلوماسية في الاممالمتحدة ان على اللجنة ان تضع معايير شاملة تحدد الاخطار التي تهدد الامن الدولي من اجل تفادي المواجهات والتوتر الذي تسببت به الحملة الاميركية على العراق. ويمكن اللجنة ايضاً ان تقترح اصلاحات في اطار الجمعية العامة للامم المتحدة التي تتمتع خصوصاً بصلاحيات مالية.