بدأت الجمعية العمومية لمنظمة الصحة العالمية في جنيف امس الاثنين دورتها الثانية والخمسين والتي ستستمر حتى ال 25 من الشهر الجاري، برئاسة المديرة الجديدة للمنظمة غرو هارلم برونتلاند، وهي شخصية عالمية وكانت تتولى رئاسة الوزراء في النروج عندما تمت محادثات أوسلو بين الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات والاسرائيليين. "الحياة" تحدثت اليها على هامش الدورة، عن كوسوفو والعراقوفلسطين. لدى انتخابها قبل عشرة أشهر مديرة لمنظمة الصحة العالمية، وقفت غرو هارلم برونتلاند امام خمسة آلاف موظف في المنظمة لتؤكد على "ضرورة التغيير في عالم يموج بالتغيرات". ومنذ ذلك الوقت شهدت المنظمة تغييرات جذرية: عزل مدراء وموظفين أو نقلهم على يد الطاقم الذي اسندت إليه برونتلاند مهمة تسلم الإدارة من هيروشي ناكاجيما والذي حرصت على الاحتفاظ به متخطية تقاليد المنظمة. وانتقد المراقبون برونتلاند على اساس أن أفراد الطاقم جميعاً من الانكلوسكسون ولم يضم أي فرد من العالم الثالث الذي يعاني من الأوبئة. لكن برونتلاند تتجاهل الانتقاد وتتمسك بضرورة احداث تغييرات في المؤسسات التابعة للأمم المتحدة وتعطي الاولوية للفاعلية والاداء. واجابت برونتلاند باختصار على مجموعة اسئلة طرحتها "الحياة" عليها. كوسوفو كان السؤال الاول عن سبب غياب صوت منظمة الصحة العالمية في كوسوفو وسط حضور قوي لمنظمات دولية أخرى مثل مفوضيتي اللاجئين وحقوق الإنسان، على رغم ان الحرب هي المنتج الأول للأمراض. فردت بالقول: "من خلال الرؤية التي كوناها عن أحداث كوسوفو تبنينا استراتيجية تعنى بتقوية الامكانات المحلية والتنسيق بين المنظمات العديدة العاملة من أجل التخفيف من المعاناة وانقاذ الحياة. دور منظمة الصحة الأول هو التنسيق وتقديم النصح للدولة المستقبلة لهذا السيل من اللاجئين. كما اننا ارسلنا 389 طناً من الاسعافات الأولية لألبانيا ومقدونيا. واستطعنا احتواء أمراض قبل أن تتحول إلى وباء. كما شاركنا مع اليونيسيف ومنظمات وطنية أخرى في تطعيم 25 ألف طفل. ولأن دور المنظمة هو في الأساس تنسيقي ويعنى بايجاد البنية التنظيمية للعمل من خلال خبرائنا الموجودين هناك، يجب ألا نندهش لأن نتائج جهودنا لا تحتل العناوين الرئيسية كما هي الحال مع المنظمات الأخرى. واعتقد ان الخبراء في الميدان يعترفون بأنه من دون منظمة الصحة فإن عملاً صعباً للغاية يواجههم". وعن دور منظمة الصحة العالمية أمام مشاكل ازدواجية الأمراض البدائية وأمراض الحضارة الحديثة والصعوبة في احتوائها التي تواجهها الأجهزة المحلية في دول شرق اوسطية، فإن اجابة برونتلاند ان "لا وصفة لديها للاسلوب الأفضل للصحة"، عكست غياب الموضوع عن اجندة المنظمة وفسرت الموازنة القليلة المخصصة للعالم الثالث والتي لا تتجاوز ال15 في المئة من الموازنة الكلية. العراقوفلسطين وعن ربط الوضع الصحي في العراق بنظام العقوبات وعن امكان رفع الحصار عن المواد الطبية، قالت برونتلاند إن "منظمة الصحة العالمية واليونيسيف، كانتا من أوائل المنظمات التي ارسلت دعماً وذلك أثناء الهدنة في شباط فبراير 1991، واستمرت المنظمة في ارسال مساعدات إنسانية إلى العراق حتى عام 1996 وذلك ضمن برنامج المساعدة الإنسانية الموحدة الذي اقامته الأممالمتحدة. ومع قبول العراق قرار مجلس الأمن 986 والمعروف باسم "النفط مقابل الغذاء والدواء" تغير دور المنظمة لتقوم الآن بالتعاون مع مكتب برنامج العراق في نيويورك في تسهيل ارسال الأدوية والمواد الطبية إلى العراق. كما أسهم هذا البرنامج بحل مشاكل صحية في العراق. ومنظمة الصحة تؤمن بأن المواد الطبية يجب الا تتأخر بسبب اجراءات موافقة مطولة. ومن هذا المنطلق، كتبت إلى الأمين العام لتشجيع اللجنة الإنسانية التي أسسها مجلس الأمن بأن تأخذ هذا الموقف في الاعتبار عندما يقوم برفع توصياته إلى مجلس الأمن عند التمديد المتوقع للبرنامج الإنساني في أواخر أيار مايو الجاري". وتطرق الحديث الى مستقبل فلسطين في المنظمة وعضويتها. والجدير بالذكر ان برونتلاند كانت من المشرفين الأوائل على محادثات أوسلو. لكنها تفادت أي إجابة عن طموح الفلسطينيين في عضوية المنظمة. وقالت: "إني أؤمن بأن محادثات أوسلو ما زالت تحمل امكانية للسلام والمصالحة والتنمية في الشرق الأوسط". وتابعت: "أسسنا وضعاً خاصاً وبرنامجاً خاصاً في فلسطين وهذا البرنامج سيتقدم من خلال الأطراف المعنية".