دشنت "الحركة الشعبية لتحرير السودان" امس رسمياً نشاطها السياسي العلني من داخل السودان. واعلنت ان وفداً يرأسه القيادي فيها باغان آموم سيصل غداً الى الخرطوم للمرة الاولى منذ تأسيسها قبل نحو عشرين عاماً، فيما اعتبر مؤشراً الى اقتناعها باقتراب اقرار السلام في البلاد وتحولها الى تنظيم سياسي. وفي موازاة ذلك، قال زعيم "الحركة" الدكتور جون قرنق انه مستعد لتقاسم السلطة مع الرئيس عمر البشير والقوى الوطنية الاخرى. وعقدت "الحركة الشعبية" بعد ظهر امس اول مؤتمر صحافي في الخرطوم بإذن من السلطات. واعلن القيادي فيها رمضان محمد ان "الحركة الشعبية" انتقلت بنشاطها من السرية الى العلن مؤكداً استعدادها العمل كحركة سياسية من اجل السلام والتحول الديموقراطي. وذكر ان "الحركة" كانت تمارس نشاطها سراً في الخرطوم وان السلطات اعتقلت عدداً من ناشطيها غير مرة لوقف نشاطها. لكن بعد احراز تقدم في عملية السلام تريد "الحركة" ممارسة نشاطها السياسي علناً. واضاف محمد ان وفداً من "الحركة الشعبية" بقيادة باغان أموم وعضوية الناطق باسمها ياسر عرمان والمسؤول في جبال النوبة عبدالعزيز آدم الحلو وآخرين سيصل الى الخرطوم غداً في زيارة تستمر من ثلاثة الى خمسة ايام لاجراء محادثات مع الرئيس عمر البشير وقادة الحزب الحاكم والقوى السياسية المعارضة وتنظيمات المجتمع المدني. واشار الى ان الوفد سيلتقي قادة احزاب الامة والاتحادي الديموقراطي والمؤتمر الشعبي. واعتبر زيارة وفد "الحركة" تأكيداً على جاهزيتها واستعدادها ومقدرتها على التحول الى تنظيم سياسي وتعزيز الثقة ودعم السلام والتحول الديموقراطي في البلاد، والسعي الى بلورة اجماع وطني. واوضح محمد ان وفداً من احدى دول الجوار الافريقي سيرافق وفد "الحركة الشعبية" الى الخرطوم، في حين أكد وكيل وزارة الخارجية مطرق صديق ان وفد "الحركة" سيصل الى الخرطوم بطائرة ليبية، وسيكون في ضيافة الحزب الحاكم. وكان قرنق اجرى اتصالات هاتفية ليل اول من امس مع النائب الاول للرئيس علي عثمان محمد طه ورئيس حزب الامة الصادق المهدي والامين العام لحزب المؤتمر الشعبي الدكتور حسن الترابي في شأن زيارة وفده الى الخرطوم. وفي القاهرة، نقلت وكالة "فرانس برس" عن قرنق في تصريحات عبر الهاتف: "سنتقاسم السلطة مع الرئيس البشير... هذه مسألة أكيدة... لكن ينبغي تقاسم السلطة ايضاً مع القوى الوطنية السودانية الاخرى وليس مع البشير فقط وحزب المؤتمر الوطني الحاكم... هدفنا هو ادخال الديموقراطية الى الحياة السياسية السودانية".