حمل الرئيس السوداني عمر البشير وفد "الحركة الشعبية لتحرير السودان" في ختام زيارة الوفد الى الخرطوم رسالة الى زعيم الحركة العقيد جون قرنق أكد فيها عزمه وتصميمه على التوصل الى اتفاق سلام في أقرب وقت ممكن. ورفض وفد الحركة عرضاً من الحزب الحاكم بتوقيع اتفاق شراكة وتحالف سياسي بينهما خلال الفترة الانتقالية التي ستعقب التوقيع على اتفاق سلام وتمتد ست سنوات. واستقبل البشير الوفد في مقر اقامته ليل الثلثاء وأطلع رئيس الوفد باغات أموم الرئيس السوداني على نتائج زيارته الى الخرطوم ولقاءاته مع القوى السياسية، وفرص إقرار السلام. وتلقى البشير خلال اللقاء اتصالاً هاتفياً من قرنق تبادلا فيه "النكات والضحكات". وأعلن البشير ان الحزب الحاكم سيبعث وفداً الى مدينة رمبيك التي تتخذها الحركة مقراً لها في جنوب البلاد، والمناطق الأخرى التي تسيطر عليها رداً على زيارة وفد الحركة بهدف صوغ رؤى جديدة وتبادل الأفكار في شأن مستقبل العمل السياسي المشترك. وجدد تأكيد فرصه على إقرار سلام عادل ومستدام. وقال الناطق باسم "الحركة الشعبية" ياسر عرمان ان لقاء وفده مع البشير "كان جيداً جداً"، وأن ما أنجزته زيارة الوفد الى الخرطوم "خطوة جبارة وكبيرة في اتجاه بناء الثقة". واعتبر ان "المسافة بين الحكومة والحركة ضاقت كثيراً ما يهيئ مناخاً أفضل للسلام". وأكد ان الوفد "جاء برسالة تؤكد ان لا رجعة عن السلام ولا عودة الى الحرب، وسيعود برسالة من الشعب السوداني تؤكد رغبته في السلام العادل والتحول الديموقراطي". وفشل وفدا الحزب الحاكم و"الحركة الشعبية" برئاسة وزير الزراعة الدكتور مجذوب الخليفة وأموم بعد ثلاثة لقاءات مطولة في التوقيع على اتفاق للشراكة السياسية بين الجانبين خلال الفترة الانتقالية بعد تحفظ وفد الحركة عن تحالف سياسي بعزل بقية القوى السياسية. وتمسك بشراكة تضامنية بينهما في الحكم لتنفيذ اتفاق السلام. وقال الخليفة في مؤتمر صحافي ان "الحوار مع الحركة لم يكن سهلاً"، واعتبره "استكشافياً لمناقشة قضايا الحريات وتوسيعها والتعددية والديموقراطية والوحدة والانتخابات". وأكد اموم الذي تحدث في المؤتمر ان "الحركة الشعبية" "لن تقيم شراكة لإقصاء الآخرين ومصادرة حقوقهم وترسيخ النظام الشمولي". وأعلن حرص الحركة على توسيع المشاركة في الحكم لتنفيذ اتفاق السلام وضمان استدامته واستقراره. وغادر وفد "الحركة الشعبية" الخرطوم أمس الى ليبيا في طريقه الى كينيا للانضمام الى محادثات السلام الجارية مع الحكومة بعد زيارة هي الأولى منذ تأسيس الحركة قبل 20 عاماً. وقال اموم الذي كان في وداعه مساعد الرئيس مبارك المهدي والوزير الخليفة ان زيارة الوفد "كانت ناجحة وحققت أغراضها". ورأى ان الحفاوة الشعبية التي استقبل بها أزالت توجساته كون ان الزيارة أتت قبل إقرار السلام. الاتحاد الأوروبي يستعد لاستئناف ارسال المساعدات وفي بروكسيل، أكد الاتحاد الأوروبي استعداده لاستئناف المساعدات الانسانية والتنموية للسودان فور توقيع اتفاق السلام. ووعد المفوض الأوروبي للتنمية بول نيلسون باطلاق معونات مجمدة في خزائن الاتحاد بلغت قيمتها 430 مليون يورو. وسيرسل الاتحاد خبراء الترويكا الأوروبية في الاسبوع المقبل الى المنطقة لمتابعة آخر مراحل المفاوضات وتحديد أولويات المساعدة الانسانية التي تحتاجها المناطق المنكوبة، ووعد وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان اسماعيل بتسهيل نشاط هيئات الاغاثة. وأكد وزير الخارجية السوداني في نهاية محادثات أجراها في بروكسيل أهمية الدور الذي يمكن أن يضطلع به الاتحاد الأوروبي لتثبيت السلام في البلاد عبر المساعدة في تمويل مشاريع الانماء والخدمات واعادة توطين اللاجئين. وكان اسماعيل اجتمع مع مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد خافيير سولانا وعضو المفوضية مسؤول ملف التنمية بول نيلسون.