استقبل آلاف من السودانيين امس رئيس مجلس رأس الدولة السوداني السابق نائب رئيس الحزب الاتحادي الديموقراطي المعارض احمد الميرغني الذي عاد الى البلاد بعد 12 عاماً امضاها في المنفى الاختياري في مصر، عقب استيلاء الرئيس عمر البشير على السلطة في حزيران يونيو 1989. واستقبل الميرغني آلاف من انصار الحزب الاتحادي وطائفة الختمية الدينية التي ينتمي اليها، وضاقت ساحة مطار الخرطوم بمؤيدي الحزب الذين توافدوا من الولايات وهم يرفعون صورته وصورة شقيقه الاكبر محمد عثمان الميرغني زعيم الحزب رئيس التجمع الوطني المعارض وهتفوا بشعارات "عائد... عائد يا ابو هاشم" و"حررت السودان يا أبو هاشم". وكان في استقبال الميرغني الذي وصل برفقته مجموعة من قادة حزبه ابرزهم الدكتور احمد السيد حمد وفتح الرحمن شيلا كل من الامين العام للحزب الحاكم ابراهيم احمد عمر، ووزير رئاسة الجمهورية الفريق صلاح احمد محمد صالح ومستشار الرئيس للشؤون الامنية اللواء الطيب ابراهيم محمد خير ووفد من حزب الامة يقوده رئيس المكتب السياسي الدكتور آدم موسى مادبو. ووصف عمر عودة الميرغني بأنها "خطوة تجاه الوفاق والسلام"، مؤكداً التزام الحكومة الحوار، ودعا الفرقاء السودانيين الى الدخول في حوار جاد من اجل مصالحة وطنية شاملة. وواجه رجال المرور والامن الذين انتشروا في المطار صعوبة بالغة في تسيير موكب الميرغني من المطار الى مقر حزبه في وسط الخرطوم التي نظّم فيها احتفال بهذه المناسبة. وسعى الحزب الاتحادي الى تنظيم موكب ضخم يفوق ذلك الذي استقبل به رئيس الوزراء السابق الصادق المهدي لدى عودته الى البلاد العام الماضي. لكن مجموعة الاصلاح والتحديث المنشقة عن الحزب الاتحادي وزعت بياناً هاجمت فيه الميرغني وقالت ان عودته لا تعني غير الحرص على "مباشرة اعماله التجارية الضخمة"، وان الميرغني لم تنتخبه جماهير الحزب لاي موقع قيادي وانه ظل اكثر من عشرة اعوام ينتهج خطاً مخالفاً للسياسة العامة للحزب ولم يمارس اي نشاط حزبي طوال فترة وجوده في الخارج. وفي اسمرا، اعتبرت فصائل في المعارضة ان عودة الميرغني تمثل شرخاً في وحدة العمل المعارض، لكن "الحركة الشعبية لتحرير السودان" بقيادة جون قرنق رأت ان عودة الميرغني وبعض قادة حزبه لن تؤثر في عمل التجمع واكدت ان الحزب "لا يزال عند التزامه بالتجمع" وان "رئيسه هو رئيس التجمع". ورحب الحزب الشيوعي بعودة الميرغني "اذا كانت ستدعم نضال الشعب السوداني". واعتبر انها "ستكون سلبية اذا كانت دعماً للنظام وخصماً على العمل المعارض". واعتبر الامين العام للتجمع باغان اموم وهو احد قادة حركة قرنق ان عودة الميرغني "لا تعنينا. نحن لا نرحب ولا نستنكر والحزب الاتحادي حر في اتخاذ قراراته". ولاحظ ان احمد الميرغني "لم يكن جزءاً من هيكل التجمع. وعودة عضو هيئة قيادة التجمع ايضاً لا تخصنا وانما تخص الحزب الاتحادي وحده". واشارت فصائل اخرى في التجمع انها تريد مناقشة هذه الخطوة ضمن جدول اعمال اجتماع هيئة قيادة التجمع المقرر منتصف الشهر الجاري. تأجيل اجتماع ابوجا من جهة اخرى، ارجأت القيادة النيجيرية بشكل مفاجئ امس مؤتمراً دعت اليه القوى السياسية السودانية الى اجل غير مسمى بعد ان كانت حددت انعقاده في 15 من الشهر الجاري. ولم يذكر بيان اصدرته السفارة النيجيرية في الخرطوم الاسباب وراء ارجاء المؤتمر الذي اختلفت الاحزاب في رؤيتها تجاه جدول اعماله والمشاركين فيه. وتزامنت الخطوة مع زيارة غير معلنة قام بها الى ابوجا مستشار الرئيس لشؤون السلام الدكتور غازي صلاح وسلم خلالها رسالة من الرئيس عمر البشير الى نظيره اوليسيجين اوباسانجو وعاد مساء امس لكنه لم يدل بتصريحات الى الصحافيين.