اعرب المحامي الأميركي ستانلي كوهين عن اعتقاده بأن الولاياتالمتحدة لن توافق على اجراء محاكمة علنية للرئيس العراقي المخلوع صدام حسين، نظراً إلى انه يملك اسراراً ستحرج الحكومة الأميركية قبل غيرها، وقال ل"الحياة": "عليكم ان تتذكروا مواقف واشنطن مع صدام في الثمانينات وتأييدها له بغية تحقيق مصالحها وبيع السلاح". واعلن كوهين الذي يزور جدة انه "لن يتردد في الدفاع عن صدام حسين اذا طلب منه ذلك لان المتهم يبقى بريئاً حتى تثبت ادانته"، واشار إلى ان الولاياتالمتحدة تورطت باحتلال العراق، وشدد على ثقته التامة في ان الإدارة الإميركية الحالية تبحث عن مخرج مناسب للهروب من العراق. وكان كوهين قال في محاضرة القاها نهاية الأسبوع الماضي في مقر الندوة العالمية للشباب الإسلامي في جدة بعنوان "حقوق المسلمين المنتهكة في اميركا بين الواقع والطموح" ان "الحكومة الأميركية شنت حربين احداهما في الخارج والأخرى في داخل اميركا كان مسلمو الداخل المتضررين منها". وتابع: "لقد طرد آلاف المسلمين من الولاياتالمتحدة بعد احداث 11 أيلول سبتمبر واخبروا أنهم غير مرحب بهم، كما اجبروا على تسجيل اسمائهم واغلقت جمعياتهم الخيرية واخضعوا للتحقيق". واضاف: "ان الاجراءات التعسفية ضد المسلمين تسببت في هروب نحو 150 الف مسلم باكستاني إلى كندا واغلاق بعض المدارس وتراجع اعداد المصلين في المساجد". وأوضح ان الحكومة الأميركية تشعر بالحرج من وقوفها إلى جانب اسرائيل من دون ان تفعل شيئاً للحد من الممارسات العنصرية الاسرائيلية وسياسة الاغتيالات ضد الفلسطينيين. واعترف بان الاميركيين اصبحوا يخشون الخروج من بلادهم بسبب سياسة بلادهم المتسلطة في اجزاء كثيرة من العالم، وحمل حزب "المحافظين الجدد" نتائج هذه السياسة، لافتاً إلى ان استغلال القوة العسكرية ضد الآخرين ليس الطريق الأمثل لفرض احترامها وتحقيق مصالحها بل هو بداية النهاية. يذكر ان كوهين اليهودي تولى في السنوات الأخيرة الدفاع عن حقوق الجاليات العربية والإسلامية في اميركا بعد احداث 11 ايلول، ورفع دعوى على رئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون بصفته "مجرم حرب". ويقوم حاليا بجولة في بعض بلدان الشرق الأوسط لطلب الدعم في قضية اعتقال الدكتور عبدالرحمن العمودي الذي يتولى الدفاع عنه امام المحاكم الأميركية.