انتقدت المعارضة الاشتراكية والشيوعية الاسبانية امس قرار رئيس الحكومة خوسيه ماريا اثنار المثول امام مجلس النواب في يوم تشييع سبعة من عناصر الاستخبارات قتلوا السبت في العراق. وقال خيسوس كالديرا الناطق باسم الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي العمالي الاسباني، ابرز تنظيم في المعارضة، "الثلثاء هو يوم حداد. هناك ايام للحداد والتامل وايام للنقاش السياسي". وكان الحزب يفضل ان تجري الجلسة العامة التي سيشرح فيها اثنار ظروف مقتل العناصر السبعة في يوم آخر، "ولو كان الاسبوع المقبل" للفصل بين الجانب الانساني والجدل السياسي كما اضاف في تصريحات الى صحافيين في مدريد. من جهته عبر غاسبار ياماثارس زعيم تحالف "ايثكيردا اونيدا" غالبية شيوعية عن موقف مماثل. وقال: "ان الحكومة تحاول اخفاء الجدل السياسي وعار الحرب خلف الم وحداد كل الاسبان". والقى اثنار كلمة امام مجلس النواب بعد مراسم التشييع وقال اسبانيا ستبقى في العراق وحمل "التعصب الارهابي" مسؤولية الهجوم على عناصر الاستخبارات. وقال وزير الدفاع فيديريكو تريو ان مغادرة العراق "ستعني خيانة الضحايا". واضاف في حديث الى اذاعة اسبانية محلية ان "الوضع في العراق لم يتفاقم"، مشيراً الى ان "ما تفاقم هو الارهاب، لكن ليس وضع المواطنين" في هذا البلد العربي. وساد الحزن انحاء اسبانيا امس خلال تشييع السبعة الذين قتلوا في كمين، واقتصرت الجنازة على الشخصيات المهمة في البلاد وجرت المراسم في مبنى وكالة الاستخبارات. ومنعت السلطات الاسبانية الصحافيين ووسائل الاعلام من حضور الجنازة واكتفت ببثها مباشرة على التلفزيون الحكومي. وحضر الجنازة الملك خوان كارلوس والملكة صوفيا وولي العهد فيليبي اضافة الى رئيس الوزراء خوسيه ماريا اثنار ووزير الدفاع فيدريكو تريلو ومدير الاستخبارات يورغ ديزكالار. وكان تريلو وديزكالار توجها الى الكويت للعودة بجثث رجال الاستخبارات السبعة الذين بمقتلهم يرتفع عدد الاسبان الذين قتلوا في العراق الى عشرة. ولم تمر الجنازة في شوارع مدريد، وبدلاً من ذلك سجيت النعوش في مقر الاستخبارات ولفت بالعلم الاسباني. واثار قرار منع الصحافة من حضور مراسم الجنازة غضب وسائل الاعلام التي اعتبرت ذلك انتهاكاً لحرية الصحافة.