وصل رئيس الوزراء الاسباني خوسيه ماريا اثنار الى العراق في زيارة خاطفة لإظهار تأييده للقوات الاسبانية هناك قبل عيد الميلاد. وفي خطوة مماثلة، توجه وزير الداخلية البرتغالي انطونيو فيغيريدو لوبش من لشبونه أمس الى الناصرية في جنوبالعراق حيث تتمركز كتيبة الحرس الوطني الجمهوري. وقال اثنار في مؤتمر صحافي بث على الهواء عبر الاذاعة الحكومية: "انني اساند بشدة عمل رجالنا الذين يقاتلون هنا من أجل قضية عادلة، قضية الحرية والديموقراطية والاستقرار واحترام القانون الدولي". وفي أول جولة في المنطقة منذ الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة للعراق، التقى اثنار القوات الاسبانية المتمركزة في الديوانية على بعد 180 كيلومتراً جنوببغداد، وذلك عقب وصوله ليل الجمعة - السبت آتياً من مدريد عبر الكويت. وعانت اسبانيا من اول خسائر فادحة لها في العراق يوم 29 تشرين الثاني نوفمبر عندما فتحت عناصر المقاومة النار على سيارتين تقلان ضباطاً من الاستخبارات الاسبانية فقتلوا سبعة. وقال اثنار: "قواتنا تقوم بعمل غير عادي... وهو موضع تقدير بالغ من الشعب العراقي". وقال مسؤول حكومي إن رئيس الوزراء الاسباني تناول طعام الغداء مع القوات قبل ان يتوجه عائداً إلى اسبانيا في وقت لاحق أمس. وعلى رغم المعارضة القوية للغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة في اوساط الشعب الاسباني فقد ارسلت مدريد 1300 جندي للعراق. وتشكل القوات الاسبانية جزءا من الفرقة الدولية تحت قيادة بولندا في المناطق الشيعية الى الجنوب من القطاع الأوسط للبلاد. وفي اعقاب مقتل الضباط الاسبان أكد وزير الدفاع الاسباني فيديريكو تريو التزام بلاده البقاء في العراق حتى احلال السلام. وخرج ملايين يتظاهرون في شوارع أسبانيا، لكن اثنار تحدى أكبر حركة ضد الحرب في أوروبا وردد مبررات بوش. وقال "لا نريد لاسبانيا أن تقبع على هامش التاريخ ضمن الدول التي لا يعمل لها حساب ولا تملك ناصية القرار". ووجهت انتقادات لاثنار بتدمير علاقات اسبانيا مع فرنسا وألمانيا المناهضتين للحرب واللتين حاولتا بدورهما تقليص ثقل اسبانيا في الاتحاد الاوروبي وهددتا بقطع الاعانات المالية عن بروكسيل. وأدرك أثنار ان تجارة الحرب سببت ضرراً كبيراً للعلاقات الجيدة على نحو تقليدي مع العالم العربي، وزادت المخاوف من شن المتشددين الاسلاميين هجمات إرهابية على اسبانيا التي تعتبر واحدة من أكبر معاقل تنظيم "القاعدة" في أوروبا. وتأتي زيارة اثنار للعراق بعد زيارات مماثلة للرئيس جورج بوش ورئيس الوزراءالبريطاني توني بلير ورئيس الوزراء البولندي ليزيك ميلر والرئيس الليتواني رونالداس باكساس. وفي لشبونه، ذكرت "وكالة الانباء البرتغالية" ان وزير الداخلية البرتغالي انطونيو فيغيريدو لوبش توجه أمس من مطار فيغو مودورو العسكري الى الناصرية في جنوبالعراق في زيارة خاطفة لكتيبة الحرس الوطني الجمهوري. ولم يعلن عن الزيارة مسبقاً لأسباب أمنية. ورافق فريق اعلامي لوبش في زيارته للعراق حيث تفقد 128 من الدرك البرتغاليين الذين يشاركون في القوة المتمركزة في الناصرية التي تخضع لإشراف الجيش البريطاني.