بكثير من الأسى والتضامن استقبل لبنان مساء امس جثامين 77 من ابنائه المغتربين في افريقيا طلباً لرزق صعب هم ضحايا حادث سقوط الطائرة في كوتونو في بنين يوم الخميس الماضي. وتحت زخات كثيفة من المطر حطت الطائرة العسكرية الفرنسية التي حملت الجثامين عند التاسعة وعشر دقائق لتطلق موجة جديدة من الحزن الذي يلف البلاد التي ينتمي الضحايا الى مناطقها كافة جنوباً وجبلاً وشمالاً وعاصمة وبقاعاً. وإضافة الى 77 لبنانياً حملت الطائرة جثتين لضحيتين ايرانيتين. كما عادت على متنها بقية الوفد الرسمي وعناصر فوج مغاوير البحر في الجيش الذين شاركوا في عمليات الإنقاذ وانتشال الجثث وبعض ذوي الضحايا. راجع ص9. وأقيم استقبال رسمي للضحايا في المطار شارك فيه رؤساء الجمهورية اميل لحود والمجلس النيابي نبيه بري والحكومة رفيق الحريري وحشد من الوزراء والنواب والشخصيات السياسية والروحية والمواطنين. وكانت اتخذت اجراءات تنظيمية تحسباً للتدفق الشعبي على المطار ما قد يؤدي الى تأخير عملية التسليم قضت باقتصار مراسم الاستقبال والتكريم على الرسميين وكبار الشخصيات على ان يتم نقل الجثامين في سيارات للصليب الأحمر اللبناني الى الأماكن التي يحددها ذووها. إلا ان الضغط الشعبي استطاع خرق الإجراءات ودخل كثيرون الى المطار للمشاركة في الاستقبال. وهبت المدن والقرى التي ينتمي إليها الضحايا لاستقبال ابنائها، وكذلك القرى التي مرت بها المواكب على وقع تكبير المآذن وقرع اجراس الكنائس. ويشيع الضحايا في قراهم جماعياً وإفرادياً اليوم. وسبق وصول الطائرة الفرنسية مغادرة طائرة لبنانية تابعة لشركة طيران الشرق الأوسط حاملة مجموعة من ذوي الضحايا للتعرف الى هويات الذين لم يتم التعرف إليهم بعد، على ان تعود بذوي الضحايا من كوناكري وكوتونو. 14 مفقوداً الى ذلك، افادت مصادر الجالية اللبنانية ان هناك نحو 14 مفقوداً من ركاب الطائرة اللبنانيين منهم من لم يتم التعرف الى هويته بسبب التشوهات في الجثث ومنهم من قد يكون ما زالت جثته في المياه، فيما ذكر امام الجالية في ابيدجان الشيخ عبدالمنعم قبيسي ان عدد اللبنانيين الذين ما زالوا بين مفقود ومجهول الهوية هو 17. وعلى صعيد التحقيق الجاري في كوتونو من جانب لجنة مشتركة من بنين وغينيا، علمت "الحياة" ان اللجنة سترسل الصندوق الأسود للطائرة المتحطمة الذي عثر عليه عناصر من فوج مغاوير البحر في الجيش اللبناني الى الولاياتالمتحدة الأميركية. وعزا وزير الأشغال والنقل اللبناني نجيب ميقاتي في تصريح ل"الحياة" السبب الى وجود صعوبة في قراءة شريط التسجيل في داخل الصندوق وأن من الأفضل ان يرسل الى الولاياتالمتحدة حيث المقر الرئيسي لشركة "بوينغ" المصنعة للطائرة وهي من نوع 727، من اجل قراءته ليكون في مقدور لجنة التحقيق مواصلة اعمالها.