شملت الاجراءات الامنية المكثفة في الولاياتالمتحدة، في يومها الثاني امس، دوريات جوية للجيش الاميركي فوق المدن، فيما نقل تقرير عن مصادر في مكتب التحقيقات الفيديرالي أف بي آي ان تسعة اشخاص يشتبه في انتمائهم الى تنظيم "القاعدة"، اعتقلوا اثناء محاولتهم التسلل الى الاراضي الاميركية. وصرح رئيس هيئة الاركان المشتركة في الجيش الاميركي الجنرال ريتشارد مايرز بأن على الاميركيين ان يتوقعوا رؤية مزيد من دوريات الطائرات الحربية فوق مدن مختلفة ومنشآت حساسة، اضافة الى تعزيز الدفاعات الجوية في العاصمة. ويأتي ذلك بعد نشر القوات الاميركية منصات متحركة لصواريخ ارض - جو في المناطق المحيطة بواشنطن. وفي اطار تلك الاجراءات، عمدت الادارة الاميركية الى التلاعب بصور التقطتها الاقمار الاصطناعية للبيت الابيض ومبنى الكابيتول ووزارة الخزانة، ما اعتبره المراقبون محاولة لاخفاء منظومات دفاعية نصبت على اسطحها. وأكد مسؤول آخر في وزارة الدفاع الاميركية بنتاغون ان السلطات تعتقد بأن ناشطي "القاعدة" ربما يخططون لشن هجمات على منشآت حيوية، ربما تشمل محطات الطاقة النووية والكهرباء والسدود ومنشآت الصناعات النفطية. الى ذلك، نقلت صحيفة "نيويورك بوست" عن مصادر في ال"أف بي آي" امس، ان لائحة مكثفة ل"مراقبة ارهابيين" مشتبه بهم اسهمت في اعتقال تسعة مشتبه بهم اخيراً. وقال المسؤولون إن ناشطي "القاعدة" لا يزالون يخططون لاستخدام اسلحة بيولوجية وكيماوية ضد تجمعات مدنية مكتظة، وخصوصاً في واشنطنونيويورك ولوس انجليس. ومن جهة اخرى، اكد وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد خطورة التهديد الذي يواجه بلاده بعد يومين على رفع حال التأهب الى المستوى البرتقالي مرتفع. وقال في مؤتمر صحافي: "لم نكن لنفعل ذلك الا اذا كان الموقف جدياً"، مشيراً الى التكلفة الباهظة لمثل هذا الاجراء. راجع ص7 ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤولين امنيين ان السلطات اتخذت اجراءات امنية مشددة للتحقق من صحة تقارير استخباراتية تشير الى ان مطارات وشركات طيران اجنبية تمثل تهديداً ارهابياً. وقالت الصحيفة إن مسؤولي الامن يفتشون اطقم شركات الطيران الاجنبية ويدققون في هوياتهم. ونقلت عن مسؤول في مجال الطيران ان الركاب القادمين الى احد المطارات الرئيسية "على الاقل" على متن رحلات الخطوط الجوية الفرنسية آير فرانس والرحلات القادمة من المكسيك، سيخضعون لمزيد من الاجراءات الامنية اعتباراً من اليوم. وفي أنقرة، كشفت مذكرة سرية وجهتها الشرطة الى مسؤولي الاجهزة الامنية الخاصة في المصارف والمحلات التجارية الكبيرة، ان معلومات تفيد ان ارهابيين "تسللوا الى تركيا اخيراً، انطلاقاً من سورية ويُعدون لهجوم واسع النطاق". وحذرت المذكرة من هجمات جديدة قد تستهدف المصالح الاميركية والاسرائيلية ومجمعاً تجارياً كبيراً في اسطنبول. وفي طهران، قال مسؤول ان السلطات شددت اجراءاتها الامنية في محيط السفارات البريطانية والتركية والسويسرية بعد تلقيها تحذيرات من هجمات محتملة. وقال علي طال نائب رئيس بلدية طهران إن الشرطة سيّرت دوريات امام السفارات.