إمارة دبي "نفطها" السياحة. يكاد هذا يكون نعتاً مناسباً لتلك الإمارة الخليجية النفطية التي تحولت في سنوات قليلة الى نقطة جذب سياحي بامتياز، عربياً وعالمياً، خصوصاً ان عدد سياحها العام الماضي بلغ نحو 5 ملايين. فدبي لم تجذب سياحها بآثارها بل بمشاريع سياحية ترفيهية عملاقة أقيمت فوق رمال الصحراء وعند شاطئ البحر، وعشرات الفنادق الفخمة إضافة الى البرامج التسويقية المنظمة وبينها شهر التسوق الذي تتضافر فيه جهود كل القطاعات والمؤسسات والمراكز التجارية لتجعل جزءاً من صحراء دبي تقارب مساحته نحو 170 ألف متر مربع "قرية عالمية" يقصدها في شهر واحد أكثر من 3 ملايين سائح. يجمع المعنيون بالقطاع السياحي، وما يتفرع عنه من تسويق وطيران وفعاليات ترفيهية وثقافية، على التطلع الى التطور والتحديث حتى بلوغ مراحل متقدمة في غير مجال. واللافت أنهم لا يتحدثون عن مشاريع عملاقة أنشئت في الامارة وذهل بها العالم كفندق "برج العرب" وهو الأطول في العالم، ومشروعي "الجزيرة -1" و"الجزيرة - 2" اللذين أقيما على ردم في البحر... بل يتحدثون عن مشاريع مستقبلية بدأ العمل بها أو "سيبدأ" أو "سينتهي". ومن هذه المشاريع "دبي لند" الذي بدأ العمل به وهو يتألف من نحو 15 مرحلة و"سيكون على طريقة جوراسيك بارك" ويتضمن منشآت ترفيهية بعضها فرعوني وحلبات سباق للسيارات والدراجات النارية. وكذلك يتحدثون عن "مول أوف أرابيا" الذي سيكون أكبر مركز تسوق في العالم. وهناك مشاريع أخرى تتعلق بالصناعة والصياغة. كل هذه المنجزات وما يُعتزم تنفيذه ويتوقع أن يكون "أعظم" لا تشكل "أكثر من10 في المئة من نظرة ولي عهد دبي وزير الدفاع في الامارات الشيخ محمد بن راشد، لمستقبل دبي"، بحسب ما يقول معنيون في الشأن السياحي. وينقلون عن الشيخ محمد أيضاً انه وضع هدفاً سياحياً لدبي هو ان تستقطب في العام 2010 حوالى 15 مليون سائح، معتبرين ان الهدف قابل للتنفيذ خصوصاً أن عدد السياح لم يكن قبل عشر سنوات أكثر من 150 ألفاً، واليوم يبلغ نحو 5 ملايين، بينهم 2،3 مليون زاروا "القرية العالمية" خلال شهر التسوق العام الماضي، 60 في المئة منهم خليجيون و40 في المئة آسيويون وأوروبيون وأميركيون. لكن المسؤولين في "القرية العالمية" يتوقعون ان يرتفع عدد الزوار في مهرجان التسوق الذي سينطلق في 15 كانون الثاني يناير المقبل الى 5،3 مليون خصوصاً أن عدد الدول المشاركة سيرتفع الى 38. وقال رئيس اللجنة التنظيمية العليا ل"مهرجان دبي للتسوق" الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم إن "الفعاليات المختلفة التي يتضمنها المهرجان الذي يستمر 32 يوماً أخضعت لدرس معمق من جانب لجان مختصة لتناسب كل الأذواق والفئات العمرية، آخذة في الاعتبار جمهور المهرجان الذي ينتمي الى ثقافات وجنسيات مختلفة، إضافة الى ان الفعاليات تشمل الجوانب الترفيهية العائلية الثقافية والرياضية والاجتماعية والتراثية لتتوجه الى الجميع". وأضاف الشيخ أحمد يقول في مؤتمر صحافي عقد في مركب "باتو" في خور دبي ان "الدورة المقبلة للمهرجان ستحمل فيضاً من التواصل الانساني لتتحول دبي الى واحة للتبادل الثقافي البناء بين شعوب الأرض لتجسد شعار عالم واحد، عائلة واحدة". وقال المنسق العام سعيد أحمد النابودة ان "عالمية المهرجان تتبلور من خلال حجم المشاركة العالمية التي يحظى بها، إذ ستفد الى دبي مجموعة كبيرة من الفنانين والفرق الفنية والرياضية لتقدم ثقافات الشعوب في العالم". وأشار الى ان المهرجان سيضم نحو 200 فعالية تركز الى حد كبير على الترفيه مثل عالم الديناصورات وعجائب الأدغال و"الأكوا فنتازيا" ومعرض أزياء يستقطب أبرز مصممي الأزياء في العالم ومعارض تشكيلية ومسرحية وكرنفالات إستعراضية وحفلات لنجوم الغناء العربي من خلال برنامج "ليالي دبي". وعن التسوق قال "ستقدم للزوار تجربة جديدة في هذا الاطار من خلال سوق جبل علي حيث توجد مجموعة كبيرة من الشركات في المنطقة الحرة، كذلك ستقدم منتجات من الصناعة المحلية من المنتج الى المستهلك بأسعار مشجعة". وعدّد النابودة ل"الحياة" الحوافز التي تدفع بالزوار والسياح للحضور الى دبي بالآتي: "توفير المعلومات لكل من يفكر في السفر لأن السائح اليوم يبحث عن مكان يؤمن له ولعائلته كل شيء في إجازة واحدة، من المغامرة الى الاستمتاع والترفيه والتسوق. كما تتميز دبي بكوزموبوليتية فريدة إذ يقيم فيها آلاف من 220 جنسية في العالم، أي عدد جنسيات يفوق عدد الدول المسجلة في الأممالمتحدة وهي 188. وكذلك جودة الخدمات في المرافق الاساسية في المطار والنقل والاقامة، خصوصاً ان لجنة استقبال من الجنسيات المختلفة تستقبل الزائر في المطار وتحدثه بلغته". وأوضح رئيس مجموعة مراكز التسوق في دبي عيسى آدم ابراهيم ان في دبي 35 مركزاً تجارياً تضم أكثر من 3500 متجر تمتد على مساحة 600 ألف متر مربع، أي ما يشكل 15 في المئة من مساحة دبي. وقال ان نحو 40 في المئة من إجمالي المبيعات السنوية في دبي يتم في شهر التسوق. وأكد ان عدد الزوار وكذلك المبيعات يزداد بنسبة 20 في المئة سنوياً. وعن سبب تقديم المهرجان عن موعده قال: "ليتزامن مع عطلتي الربيع المدرسية في الخليج والأضحى المبارك".