قال رئيس قسم التنقيب والانتاج في مجموعة "توتال" الفرنسية كريستوف دومارجوري ان المجموعة مستمرة في "عملها النشط" في ليبيا، حيث حصلت على موقع للتنقيب ستبدأ حفره مطلع السنة المقبلة. وذكر في حديث الى "الحياة" ان "توتال" موجودة في حقل "الجرف" البحري في ليبيا، الذي يُقدر انتاجه بنحو 40 ألف برميل يومياً، وتحاول تطوير حقول نفطية في محيط حقل "مبروك" وحصلت ايضاً على مشروع تطوير مشترك مع "ربسول" الاسبانية قرب حقل "مرزوق". وأضاف ان "توتال" تتطلع الى فرص جديدة في ليبيا وتحاول الاستفادة من وجودها القديم، مع تجنب المشاكل السياسية. وأكد دومارجوري ان من السابق لأوانه القول ان الشركات الاميركية ستعود الى ليبيا لأن ذلك يتطلّب رفع العقوبات التي تفرضها الولاياتالمتحدة. وكشف ان الشركة مهتمة بالمساهمة بمشاريع اضافية لما وقعته اخيراً مع المملكة العربية السعودية في مجال استكشاف الغاز وتطويره، بالاشتراك مع شركة "شل". وقال ان المجموعة تأمل الدخول في مشاريع انتاج الكهرباء وتحلية المياه التي كانت جزءاً من "مبادرة الغاز" الواسعة الاطار التي اطلقتها السعودية. واضاف ان "توتال" ستناقش هذه الامكانات سواء بمفردها مع السطات السعودية او بالاشتراك مع "شل" واصفاً العلاقة بين المجموعتين بأنها "ممتازة". وذكر ان مشروع تطوير الغاز الذي وقعته "توتال" و"شل" مع السعودية يُشكل لهما مرحلة اولى، في اطار اهتمامهما بالدخول في مشاريع اخرى، وان بإمكان المجموعة الفرنسية التوصل الى اتفاق مع الطرف السعودي لتطوير مشاريع الكهرباء التي لم تُناقش في بداية اطلاق "مبادرة الغاز" التي عدلت لتقتصر على مشاريع تطوير حقول الغاز. واوضح دومارجوري ان فرق العمل في مشروع تطوير الغاز، بدأت تتمركز في مواقعها استعداداً لبدء الاعمال الزلزلية التي تسبق قرار الحفر. وذكر ان "توتال" تتوق الى تطوير حقل غاز حدودي بين السعودية والكويتوايران، لكنها لم تناقش الامر مع السعوديين، وهي مدركة ان الكويتوايران مستعدتان لهذا المشروع. وعن مفاوضات المجموعة الفرنسية في ايران، قال دومارجوري انها تتناول عدداً من المشاريع التي طالب الجانب الايراني بالاسراع فيها، ومنها مشروع الغاز الطبيعي في "ساوس بارس". واضاف "ان هذا المشروع متكامل ويتضمن بناء مصنع لاسالة الغاز، ووقع الاختيار على "توتال" كونها تقدمت بأفضل عرض للعمل". وقال دومارجوري ان "توتال" لا تزال تفاوض سورية على تطوير غاز المنطقة التدمرية حقول الغاز في منطقة تدمر، وانها تقدمت بعرض جدي وجيد الى الجانب السوري. وأبدى تفاؤله بإمكان ابرام العقد مشيراً الى ان سورية طلبت المزيد من التفاصيل في شأنه وهو بقيمة 800 مليون دولار. واكد ان قانون محاسبة سورية، لم يؤد الى اي اثر دولي حتى الآن. وعن السودان قال دومارجوري ان ل"توتال" منطقة استكشاف في الجنوب السوداني، لكنها لم تحفر ولذا لا يمكن معرفة مستوى الاحتياط فيها، وهي منطقة تعرضت لمعارك داخلية دامت طويلا وتوجد فيها الالغام بكثافة. وأشار الى ان المجموعة بدأت العمل في شمال السودان حيث لديها منطقة للتنقيب، وان الامر الايجابي هو ان الشركات بنت انبوباً نفطياً بدأ يقترب من موقع التنقيب العائد ل"توتال" مما سيسهّل عملها عند البدء بعملياتها الاستكشافية، وفي حال وجدت كميات من النفط سيكون بوسعها استخدام الانبوب بحيث يكون النقل اسهل مما كان عليه منذ 20 عاماً. وعن مشروع الغاز في اليمن قال دومارجوري ان هذا المشروع يتنافس مع مشروعي الغاز العماني والغاز القطري اللذين نُفّذا وطُوِّرا، وبات بإمكانهما اضافة خطوط غاز جديدة أدنى كلفة. ويحتاج مشروع الغاز اليمني الى اسعار غاز مرتفعة لكي يكون مجدياً اقتصادياً لليمن وللمجموعة، وان السلطات اليمنية مدركة لذلك. وعما اذا كانت "توتال" تخلت عن طموحها لتطوير حقول النفط العراقية قال دومارجوري، "ان المجموعة تشتري الآن مثلها مثل الشركات الاخرى، نفطاً من "سومر" وهي الشركة التي تسوّق النفط العراقي، وانها على علاقة مستمرة مع العراق". وأشار الى انه من غير المطلوب الآن من الشركات النفطية ان تستثمر في البنى التحتية العراقية وان "توتال" تتمنى ان تتطور الامور بشكل جيد في العراق، وان الرسائل التي تتلقاها حتى الآن من الجانب العراقي ايجابية جداً. وعن الموضوع الذي يشكل حديث الساعة في لبنان ومفاده، حسب وزير النفط اللبناني، ان شركات نفطية ستنقّب وتستكشف في مجال الغاز والنفط في المياه الاقليمية اللبنانية، قال دومارجوري ان شركتي "الف" و"توتال" درستا عام 1992 امكانات لبنان النفطية استناداً الى المعلومات التي قدمتها الحكومة اللبنانية لكن تبين ان هذا المجال غير جدير بالاهتمام. وأضاف "من الممكن ايجاد بعض الكميات النفطية لكنها ضئيلة جداً، وتفتقر للجدوى الاقتصادية، وان "توتال" لا تقول انه ليس هناك موارد طاقة في المنطقة لكنها تعتبر انه، لأسباب جيولوجية، فإن المنطقة ليست ذات قدرة نفطية او غازية".