اغتال مجهولون قاضياً تركمانياً كبيراً في الموصل، وجرح جندي اميركي في هجوم على دورية في المدينة. وواصلت القوات الاميركية عمليات المداهمة، وأعلنت انها اعتقلت ثلاثة أشخاص في بعقوبة لهم صلة بعزة ابراهيم الدوري، و36 شخصا في كركوك بينهم 20 اسلامياً. وعثر على مدفع موجه صوب مكتب "المجلس الأعلى للثورة الاسلامية" في النجف، وتم ابطال مفعول عبوة ناسفة في بعقوبة. قال ضابط في الشرطة العراقية ان مجهولين اغتالوا القاضي التركماني يوسف خورشيد مساء الاثنين في الموصل 400 كلم شمال بغداد باطلاق عدة رصاصات عليه. وأوضح الضابط ستار خطاب مهدي ان عملية الاغتيال وقعت في حي المثنى، مضيفاً ان المهاجمين الذين كانوا يستقلون سيارة تمكنوا من الفرار. وأكد الطبيب الشرعي أحمد عبدالله رجب ان الضحية اصيب بست رصاصات في الظهر. وهذا الحادث هو الثاني الذي يستهدف قضاة في الموصل. وكان مجهولون اغتالوا قبل اسبوعين القاضي المسيحي اسماعيل صادق. ولم يعرف شيء عن دوافع الاغتيالين. إلى ذلك، قال الناطق العسكري الاميركي القومندان هيو كايت ان جندياً اميركياً اصيب بجروح الاثنين في هجوم على دورية اميركية في الموصل. وأوضح: "اطلقت النيران على جنود كانوا يقومون باعمال دورية راجلة في الموصل واصيب أحدهم بجروح". وأفاد شهود ان رجلا اطلق النار من رشاش على دورية اميركية وسط الموصل مصيبا احد الجنود بجروح قبل ان يصعد الى سيارة ويلوذ بالفرار. وأوضحت المصادر ذاتها ان المهاجم كان يقود بسرعة فائقة ما ادى الى اصطدامه بسيارة اخرى قبل ان يتخلى عن سيارته ويفر راجلاً. وعثر الجنود الاميركيون على بندقية في السيارة التي تركها. وفي بعقوبة، أعلن الجيش الاميركي أمس ان جنوده اعتقلوا ثلاثة أشخاص لهم صلة بعزة ابراهيم الدوري احد ابرز مساعدي الرئيس العراقي المعتقل صدام حسين. وقال اللفتنانت كولونيل ويليام ادامسون قائد القوة الاميركية في بعقوبة: "احتجزنا ثلاثة افراد، بينهم قائد خلية، من منظمات دينية متطرفة لهم صلة بعزة ابراهيم الدوري". وأضاف ان للرجال الثلاثة صلة ايضا بالمقاومة في وسط العراق. وذكر ايضا ان المداهمات التي قامت بها القوات الاميركية خلال الاربع والعشرين ساعة الماضية ادت الى الكشف عن خلية اخرى مهمة مكونة من اربعة افراد واعتقلتهم. وبين المعتقلين اثر عمليات مداهمة في بعقوبة اللواء ممتاز التاجي ضابط الاستخبارات السابق. وفي كركوك، اعتقلت القوات الاميركية أمس 16 شخصاً متهماً بالضلوع في عمليات المقاومة ضد القوات الاميركية، وعشرين اسلامياً متهما باقامة علاقات مع تنظيم "انصار الاسلام". وقال العقيد خطاب عبدالله عارف مدير شرطة الطوارئ في كركوك 255 كلم شمال شرقي بغداد إن "القوات الاميركية، يعاونها افراد من الشرطة العراقية، اعتقلت 16 شخصاً من اهالي مدينة كركوك بعد ورود معلومات عن ان المعتقلين يساهمون في دعم عمليات العنف واثارة الفتنة بين أهالي كركوك من الاكراد والعرب والتركمان والمسيحيين والتخطيط لعمليات ضد القاعدة الرئيسية للقوات الاميركية في المدينة". من جانب آخر، اكدت مصادر في الشرطة العراقية اعتقال القوات الاميركية عشرين شخصا من الجماعة الاسلامية في كركوك. وقال مسؤول معهد حقوق الانسان في كركوك مؤيد ابراهيم ومصادر في الشرطة العراقية ان "القوات الاميركية داهمت مقر الجماعة الاسلامية التي يتزعمها علي بابير واعتقلت عشرين عضواً فيها للاشتباه بدعمهم وارتباطهم بجماعة انصار الاسلام". يشار الى ان القوات الاميركية اعتقلت رئيس هذه الجماعة علي بابير في تموز يوليو الماضي. على صعيد آخر، اعلن العميد علي عبود سليم، مدير عام شرطة حماية المنشآت في النجف، ان رجاله عثروا أمس على احد المدافع الموجهة باتجاه مكتب "المجلس الاعلى للثورة الاسلامية" في العراق الذي يتزعمه عبدالعزيز الحكيم. وقال المسؤول ان "دوريات شرطة حماية المنشآت عثرت اثناء عملها الروتيني في منطقة خالية ومهجورة بين سوق الخضار والمقبرة القديمة في النجف 160 كلم جنوببغداد على مدفع موجه صوب مقر المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق". واضاف ان "رجاله صادروا المدفع ولكن لم يعتقل أحد متهم بوضعه في هذا المكان". يذكر انه تم العثور أول من أمس على قنبلة تبعد مئتي متر عن مكتب رئيس "المجلس الاعلى للثورة الاسلامية" في النجف. وكانت امرأة قتلت وجرح ثمانية اشخاص آخرين في 19 الشهر الجاري في انهيار مبنى يضم مكتباً للمجلس الاعلى في بغداد بعد عملية تفجير. وقبل يومين من ذلك، قتل مسؤول في المجلس الاعلى برصاص اطلقه مجهولون قرب منزله في بغداد. وفي بعقوبة، أعلن مسؤول في الشرطة العراقية ان الدفاع المدني العراقي نجح في ابطال مفعول عبوة ناسفة وسط المدينة 60 كلم شمال شرقي بغداد. وقال النقيب صبري سالار من شرطة بعقوبة ان "أحد المواطنين أبلغنا بعثوره على عبوة ناسفة كانت مزروعة على الطريق العام القريب من ملعب المدينة". واضاف ان "العبوة كان تزن عشرة كيلوغرامات وهي من النوع الذي يتم التحكم فيه عن بعد ويستهدف خصوصا الجنود الاميركيين، وقد قام افراد من الدفاع المدني العراقي بابطال مفعولها". واوضح ان "جنوداً اميركيين ساعدوا في عملية التفكيك التي جرت صباح أمس بعدما قطعوا الطريق واخلوه من المارة والمركبات". إلى ذلك، قرر الحاكم الاميركي في العراق بول بريمر منح "علاوة مخاطر" لكل عناصر اجهزة الامن العراقية التي اصبحت الهدف المفضل لعمليات المقاومة. وقال بريمر في بيان الاثنين "ان قوات الامن العراقية تقف في خط المواجهة الاول في المعركة مع الارهابيين. ومن العدل ان تتم مكافأة هذه القوات الشجاعة التي تواجه مخاطر متزايدة، لقاء المهنة الخطرة التي تزاولها". وتختلف قيمة هذه العلاوة تبعاً للجهاز وليس للرتب. وسجلت في الآونة الأخيرة موجة استقالات من اجهزة الامن. على صعيد آخر، اعلن الرئيس البولندي الكسندر كفاشنيفسكي أمس ان "انسحاباً تدريجياً" للقوات المتعددة الجنسية المنتشرة في العراق سيكون ممكناً اعتبارا من 2005. واعتبر الرئيس البولندي، في مؤتمر صحافي عقده غداة زيارته الخاطفة للعراق "يجب الأخذ في الاعتبار بأن سنة 2004 سيتخللها نشاط كبير وعمليات ضرورية لإرساء الاستقرار تشارك فيها أيضاً القوات البولندية. وقد تنسحب القوات المتعددة الجنسية تدريجياً خلال 2005".