اعلنت ايران امس انها مستعدة للرد "بكامل قوتها" على اي عدوان اجنبي قد يستهدفها، في اشارة الى معلومات صحافية عن عزم اسرائيل على شن هجوم على ايران قد يستهدف منشآتها النووية. وقال الناطق باسم الحكومة عبدالله رمضان زاده: "مضت سنوات ونحن نسمع هذا الكلام ولن نتردد في استخدام كل طاقة البلاد للدفاع عن مصالحنا ضد أي هجوم اجنبي". واضاف: "ان الاخرين يعرفون تماماً ان لا مصلحة لهم في مزاح من هذا النوع معنا". من جهة اخرى، قال الناطق باسم وزارة الطاقة الذرية الروسية نيكولاي شينغارييف امس، ان بدء تشغيل القسم الاول من المفاعل النووي الذي تبنيه روسيا في بوشهر جنوبايران، يمكن ان يتأجل سنة، الى العام 2005. وعلى رغم انه اشار الى اسباب تقنية لهذا التأخير، فإن هذا التطور يرضي الولاياتالمتحدة التي تمارس ضغوطاً متواصلة على روسيا لتوقف تعاونها النووي مع ايران، على رغم تأكيد طهران ان مفاعل بوشهر مخصص لانتاج الطاقة. وعزا الناطق الروسي التأخير الى فشل مكونات لازمة لتشغيل المحطة، فيما قال مصدر لوكالة "ايتار تاس" ان طهران لم تتسلم بعد معدات لازمة من دولة اخرى، لم يحددها. وجاء ذلك فيما تبدأ طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية مفاوضات حاسمة في شأن التوقيع على بروتوكول يسمح بعمليات تفتيش مفاجئة للمنشآت النووية الإيرانية، وذلك خلال الزيارة التي يعتزم المدير العام للوكالة محمد البرادعي القيام بها لايران غداً الخميس. وأكد علي ربيعي مسؤول الأمانة العامة للأمن القومي في ايران ان "كبار المسؤولين في النظام ادرجوا موضوع البروتوكول في جدول أعمالهم في شكل جدي مع الأخذ في الاعتبار المصالح القومية". كذلك اعلن على أكبر صالحي مندوب إيران لدى الوكالة الدولية ان بلاده "ستسرع من وتيرة تعاونها مع الوكالة" وذلك في رد على شكوى الوكالة من بطء ايران في ابداء التعاون المطلوب. وتكمن أهمية زيارة البرادعي كونها تأتي قبل خمسة عشر يوماً من انتهاء المهلة التي أعطاها لإيران مجلس حكام الوكالة الدولية للتوقيع على البروتوكول والكشف عن تفاصيل برنامجها النووي ووقف عمليات تخصيب اليورانيوم. لكن صالحي لمّح الى احتمال عدم التزام طهران بتلك المهلة، معتبراً ان تسريع وتيرة التعاون مع مفتشي الوكالة الموجودين في ايران حالياً، يثبت ان التعاون بين الجانبين لم يصل الى طريق مسدود. وتسعى ايران الى دفع التعاون مع الوكالة قدماً وفصله عن التجاذبات السياسية مع الولاياتالمتحدة التي تتهمها بتطوير اسلحة نووية سراً. وأكد الرئيس الإيراني محمد خاتمي أخيراً عزم بلاده على الاستمرار في برنامجها النووي وفي عمليات تخصيب اليورانيوم. ووصف قرار مجلس حكام الوكالة بأنه ظالم ولا يستند الى أرضية قانونية، بل يهدف الى تحقيق أغراض سياسية، في اشارة الى استخدام واشنطن الملف النووي للضغط على إيران ودفعها الى عدم معارضة السياسة الأميركية في المنطقة.