انتهت بطولة العالم الرابعة عشرة للشباب في كرة القدم التي استضافتها الإمارات من 27 تشرين الثاني نوفمبر الماضي إلى 19 الجاري على خير، وخلد منظمو البطولة ورجال الاتحاد الدولي إلى الراحة مرتاحي البال بعد النجاح التنظيمي الكبير الذي حالف هذه المناسبة العالمية. لكن أكثر الناس سعادة، كانوا محبي الكرة البرازيلية في كل أرجاء الدنيا، بعدما ضربت مجدداً بقوة وفازت باللقب بتغلبها على المنتخب الإسباني "الشجاع" بهدف وحيد سجله فرناندينيو قبل نهاية اللقاء بخمس دقائق فقط... لكن يبقى الأكيد أن أغلى اللحظات التي أمضاها المنتخب البرازيلي هنا، هي تلك التي توجه فيها نائب ولي عهد أبو ظبي الفريق الركن طيار الشيخ محمد بن زايد بالميداليات الذهبية وكأس البطولة. لقد عرفت الإمارات خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة معنى جديداً لمفهوم كرة القدم من خلال الحضور الجماهيري الضخم لكل مباريات هذا الحدث العالمي الكبير، ومن خلال الاهتمام الرسمي والشعبي بكل ما يدور في فلك هذه البطولة التي ستبقى خالدة ليس فقط في ذاكرة الشعب الإماراتي وإنما أيضاً في عقول كل دول العالم التي تابعت الحدث عبر شاشات التلفزة في كل مكان. والمهم في هذا كله، أن العالم تعرف إلى الوجه الحقيقي للعرب والمسلمين من خلال هذا المحفل الدولي وتأكد أنهم شعب يحب الحياة والسلام وبعيد كل البعد من تلك التهم التي ألصقوها به بعد تفشي ظاهرة الإرهاب المشينة. لقد صدق نائب رئيس الاتحاد الدولي جاك وارنر حين قال في المؤتمر الصحافي العالمي الذي عقده خلال البطولة: "لقد غيرت استضافة الإمارات لهذا الحدث المفهوم الخطأ السائد عن الشرق الأوسط، وأكدتم أنكم شعوب حضارية متنورة تعشق السلام والخير والمحبة" . لقد انتهى مونديال الإمارات من دون مشكلة أمنية واحدة، فتأكد أن المطلب الأميركي بضرورة تشديد التدابير الأمنية حول منتخبه الذي شارك في هذه البطولة ما كان إلا محاولة أخرى جديدة لإيهام العالم بأننا وحدنا منبع الإرهاب. وكل مونديال شباب وأنتم بكل خير.