تجاوزت الحكومة السودانية و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" عقبة عطّلت محادثاتهما نحو ثلاثة اسابيع، واتفقتا على اقتسام الثروة ومددتا جولة المفاوضات التي بدأت اول الشهر الى اجل غير محدد لمعالجة قضيتي اقتسام السلطة ومستقبل المناطق المهمشة الثلاث. وتدخل وزير الخارجية الاميركي كولن باول لتسريع المفاوضات بعد تعثرها بسبب خلافات في شأن توزيع عائدات النفط واجرى اتصالين هاتفيين بكل من النائب الاول للرئيس السوداني علي عثمان محمد طه وزعيم "الحركة الشعبية" العقيد جون قرنق. وحض باول الذي زار مقر المحادثات في تشرين الاول اكتوبر الماضي، طه وقرنق على التزام تعهداتهما وانهاء المفاوضات باتفاق سلام شامل قبل نهاية السنة، فيما عقد وفد من الترويكا الاوروبية برئاسة نائب وزير الخارجية الايطالي الفريدو مانتيكا لقاءين منفصلين مع طه وقرنق وحضهما على الاستعجال في التوصل الى اتفاق السلام. وقال ان العالم يتوقع اتفاق سلام قبل انقضاء السنة. وتابع: "ان المسيح رجل سلام ولا داعي الى رفع المحادثات من اجل الاحتفال بأعياد الميلاد وينبغي استمرارها الى حين احراز اتفاق". وعُلم ان الجانبين توصلا، بعد مفاوضات شاقة بذل فيها الوسطاء جهود حثيثة كما تدخل البنك الدولي، الى اتفاق على اقتسام الثروة قضى بمنح جنوب السودان 50 في المئة من عائدات النفط المنتج في الجنوب، وتخلت الحركة عن نفط الشمال. وكانا اتفقا في وقت سابق على بنك مركزي بنافذتين واستخدام "جنيه السودان الجديد" في الجنوب والدينار في شمال البلاد. واعتمد الطرفان ورقة وقعا عليها بالاحرف الاولى من محادثات جرت قبل اشهر في ضاحية كارن الكينية مرجعاً لمعالجة بقية التفاصيل، وانخرط المتحدث باسم الوفد الحكومي سيد الخطيب ومساعد رئيس الحركة باغان اموم في لقاء امس لصوغ اتفاق في شأن الثروة. كما عقد طه وقرنق لقاءاً امس كرس لمناقشة مستقبل المناطق المهمشة الثلاث جبال النوبة وأبيي وجنوب النيل الازرق وتتقارب مواقف الطرفين في شأن منطقتي جبال النوبة وجنوب النيل الازرق عبر بقائهما ضمن شمال البلاد وحكمهما عبر ادارة ذاتية، لكن "الحركة الشعبية" تتمسك بتبعية أبيي الى جنوب البلاد. وقال عضو الوفد الحكومي المفاوض الدكتور امين حسن عمر ان الجانبين اتفقا على تمديد المحادثات لمعالجة اقتسام السلطة ومستقبل المناطق الثلاث. من جهة اخرى، اتهمت "حركة تحرير السودان" التي تنشط في غرب البلاد القوات الحكومية بقتل 11 مدنياً اثر قصف جوي لعدد من القرى في شمال دارفور، وتدمير مواقع لآبار المياه، واكدت نقل الخرطوم قوات كبيرة من الجنوب الى دارفور.