اطلق الجنود الفرنسيون في ساحل العاج امس، قنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل صوتية، لتفريق عشرات حاولوا اقتحام القاعدة العسكرية الفرنسية في ابيدجان، في اطار احتجاجات تطالب بانسحاب القوات الفرنسية من خطوط التماس بين طرفي النزاع في الحرب الاهلية. وقال الناطق باسم القوات الفرنسية في ابيدجان الليوتنانت كولونيل جورج بييون ان جنوده فشلوا بحلول بعد ظهر امس، في تفريق نحو 200 شاب احتشدوا امام القاعدة. وجاء ذلك في اعقاب دعوة عسكريين محليين الفرنسيين الى الانسحاب من خط التماس، بعد اشتباك بين الجانبين السبت الماضي. واقتحم جنود مبنى التلفزيون في ابيدجان لبث بيان يطالب الفرنسيين وقوات حفظ السلام الغرب افريقية بعدم التدخل في النزاع في البلاد. كما طالب العسكريون باستقالة رئيس الاركان العاجي، في حين قالت مصادر مطلعة ان الضابط الذي يقود التحرك ضد الفرنسيين هو الملازم زادي من فوج المظليين والذي كان على رأس العناصر العسكرية العاجية التي اشتبكت مع القوات الفرنسية قرب مباهياكرو وسط مساء السبت الماضي، وهي تحاول اجتياز "منطقة الثقة" المنزوعة السلاح للتوجه الى بواكيه، المقر العام للمتمردين السابقين. وأوضحت المصادر ان الملازم زادي ينتمي الى اثنية بيتيه التي ينتمي اليها ايضاً رئيس ساحل العاج لوران غباغبو. وكان الملازم زادي اعلن عبر التلفزيون ان "الفرنسيين تصدوا لنا بتواطؤ من قادتنا". وأضاف: "اننا في جيش ساحل العاج بكل فئاته، سلاح الجو والمشاة والبحرية والدرك، نطالب الرئيس لوران غباغبو بأن يقول لهؤلاء البيض ان يرحلوا عن خطوط الجبهة ونحن مستعدون لتحرير بلادنا". وعلى الاثر، حاصرت مجموعات من انصار حكومة ساحل العاج القاعدة الفرنسية الرئيسة في ابيدجان، في حين اكدت اوساط الحكومة الفرنسية رفضها مبدأ الانسحاب بالقوة من المنطقة الفاصلة بين المتمردين والقوات الحكومية. وواجه جنود فرنسيون المتظاهرين امس، من خلال إلقاء قنابل مسيلة للدموع واطلاق النار في الهواء. وخرجت مدرعات فرنسية لمواجهة 250 شاباً خارج القاعدة المحاصرة. وفي غضون ذلك، اعلن الناطق باسم القوات الفرنسية انها لن تنسحب قبل اتمام المهمة التي كلفتها بها الاممالمتحدة. وقال: "سنحاول ان نكمل هذه المهمة الى النهاية". وكانت القوات الفرنسية منعت مئتين من انصار الحكومة من العبور إلى معقل المتمردين في بواك. وفي باريس، اعلنت قيادة اركان الجيوش الفرنسية ان الحوادث التي وقعت في ساحل العاج تنم عن "عدم مسؤولية وهي في غير محلها"، مؤكدة ان اي تغيير للقوة الفرنسية هناك ليس مدرجاً حالياً على جدول الاعمال. وقال الناطق باسم القيادة الكولونيل كريستيان باتيست ان تلك المبادرات "تزيد التوتر ويمكن ان تؤدي الى اعمال عنف"، مشيراً الى ان القوات الفرنسية تدخلت "بطلب ملح من السلطات العاجية" خلال حوادث وقعت مساء السبت بين عناصر من الجنود العاجيين وجنود فرنسيين في المنطقة المنزوعة السلاح. وينتشر نحو 4 آلاف جندي من القوات الفرنسية و1200 من قوات حفظ السلام التابعة لغرب أفريقيا في ساحل العاج لمراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الهش الذي أبرم بين المتمردين المسلمين في الشمال وقوات الحكومة المسيحية في الجنوب في ايار مايو الماضى. وسبق ان تراجعت قوات المتمردين عن اتفاق لتقاسم السلطة بعدما لم يف الرئيس لوران غباغبو بتعهده منح مناصب حكومية رئيسة للمتمردين، ما اسفر عن تصاعد حدة التوتر بين الطرفين.