أبيدجان، بواكيه ساحل العاج، واشنطن - رويترز، أ ف ب - وصلت قوات فرنسية فجر أمس الى ياموسوكرو في بواكيه وسط ساحل العاج، التي يسيطر عليها جنود متمردون لإجلاء رعايا غربيين محاصرين نتيجة القتال الدائر في البلاد وتصاعد المناوشات على مشارف المدينة التي يختبئ فيها عشرات من الاطفال الاميركيين. وأعلنت الحكومة تمديد حظر التجول المطبق في البلاد حتى 29 من الشهر الجاري. فيما طلبت الولاياتالمتحدة من مواطنيها تجنب السفر الى ساحل العاج. ووصلت القوات التي كانت غادرت مساء الاحد ابيدجان براً الى مطار المدينة الذي يبعد حوالى 15 كيلومتراً عن وسطها. وقال ضابط في هذه القوات ان الوحدات الفرنسية على أهبّة الاستعداد وتنتظر تعليمات باريس لمعرفة خططها. وتضم هذه القوات نحو 40 آلية عسكرية. وأوضح قائد القوة ان الجنود الفرنسيين مكلفون ضمان امن المطار وإجلاء الرعايا الفرنسيين في حال الضرورة. وعززت فرنسا حاميتها الموجودة في ساحل العاج بإرسال 500 جندي اضافي أول من أمس لحماية 20 الف مواطن فرنسي. وأكد جنود من المشاركين في التمرد انهم صدوا هجوماً عنيفاً على بواكيه شنه جنود موالون للرئيس لسحق تمرد تسبب في اسوأ ازمة في البلاد منذ الاستقلال عن فرنسا عام 1960. وترددت اصداء الاسلحة النارية في اشتباكات جديدة اندلعت خلال الفجر في المدينة التي يسكنها اكثر من نصف مليون نسمة. وأعلن ناطق باسم المتمردين "صد هجوم نفذه الحرس الرئاسي في الليلة قبل الماضية". وهناك اكثر من 100 تلميذ اميركي بين الغربيين الموجودين في المدينة ومن جنسيات اخرى في مدرسة مسيحية قال العاملون ان نيران المدفعية اقتربت منها في وقت متأخر مساء الاحد. وطالب المتمردون في وقت سابق بإجراء محادثات مع حكومة الرئيس لوران غباغبو لتجنب مزيد من اعمال العنف، فيما طوقت القوات الموالية للرئيس بواكيه تمهيداً لشن هجوم على المتمردين. وأكد الناطق باسم المتمردين: "سنبذل قصارى جهدنا لحماية الاجانب في المناطق الخاضعة لسيطرتنا وللمساعدة على اجلاء الفرنسيين اذا كانت هذه هي خطتهم". ويقول المتمردون انهم يحتجون على خطط تهدف الى طردهم من الجيش. وتتهمهم الحكومة بالرغبة في الاستيلاء على السلطة في انقلاب دبره روبرت غي قائد المجلس العسكري السابق الذي قتلته القوات الموالية للرئيس في ابيدجان الخميس الماضي. وهذه المرة الاولى تنقسم البلاد بين فصائل مسلحة او تقترب من حافة الصراع مثل ما يدور في دول كليبيريا وسيراليون. وفي واشنطن نصحت الخارجية الاميركية الاميركيين بتجنب السفر الى ساحل العاج، وحضت الموجودين في هذا البلد على تجنب السفر الى ابيدجان ومدينتي بواكيه وكورغو. ودعت الاميركيين الذين يعيشون في المدن الثلاث الى البقاء في منازلهم، وأعلنت ان سفارتها في ابيدجان قد تغلق لفترة قصيرة لاستعراض الموقف الامني.