اعلنت مصادر في الرباط امس تأجيل القمة الافريقية التي كانت ستعقد اليوم في مراكش لايجاد حل للأزمة في ساحل العاج الى اجل غير مسمى بسبب صعوبة تنقل الرئيس العاجي لوران غباغبو، في حين لمحت مصادر مستقلة الى "فشل المساعي" التي قادها الرئيس الغابوني. في غضون ذلك، تجدد القتال في بواكيه وسط حيث اطلق متمردون النار على مدرسة غالبية تلاميذها من الاميركيين، وأعلنت بريطانيا انها سترسل فريقاً عسكرياً الى ساحل العاج لحماية جاليتها فيما طلبت وزارة الخارجية اللبنانية من فرنسا حماية جاليتها او اجلاءها من اماكن النزاع. الرباط، بواكيه، واغادوغو، أديس أبابا، لندن، بيروت - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - اعلنت مصادر رسمية في الرباط ل"الحياة" امس انه تم تأجيل موعد القمة الافريقية المصغرة التي كان سيعقدها زعماء غرب افريقيا في مراكش اليوم في انتظار نتائج وساطات يقودها الرئيسان الغابوني الحاج عمر بانغو والسينغالي عبدواللاي واد بالتنسيق مع المغرب وفرنسا. واضافت المصادر ان وفداً يقوده رئيس الديوان الرئاسي وزير الدولة السينغالي ادريسا سيك توجه الى ابيدجان عاصمة ساحل العاج لرصد الوضع الميداني، في حين قام بانغو الموجود في المغرب حالياً بمساع لدى رؤساء بوركينا فاسو والكونغو ومالي للتحرك من اجل تطويق الوضع لدعم الرئيس لوران غباغبو في هذه الظروف الصعبة. واوضحت المصادر ان رئيس ساحل العاج اتفق ورئيس الغابون في اتصال هاتفي اول من امس على ارجاء موعد القمة الى حين ضمان مشاركة غباغبو الذي تصعب عليه مغادرة البلاد. لكن مصادر مستقلة لمحت الى تعذر مساعي الحاج عمر بانغو في "نجاح القمة المصغرة"، خصوصاً بعد تصريحات مسؤولين في ساحل العاج حول "مسؤولية" بوركينا فاسو في المحاولة الانقلابية التي استهدفت البلاد، وقطع ابيدجان الاتصالات معها، ما يعني ان مهمة الوساطة اصبحت معقدة في الوقت الحالي خصوصاً بعد قرار بوركينا فاسو اغلاق حدودها مع ساحل العاج. لكن وزير ادارة الاراضي واللامركزية في بوركينا فاسو موموني فابري نفى امس تورط بلاده في الازمة التي تشهدها ابيدجان. وقال الوزير في واغادوغو ان بلاده التي تنفي اي تورط لها في الازمة الحالية في ساحل العاج تنوي "ان تثبت بوضوح ان ليس لدينا اي علاقة بهذه الازمة". واضاف "اذا حاول رجال مسلحون التسلل الى بوركينا فاسو فسنجردهم من السلاح ونسلمهم الى الصليب الاحمر". وتابع ان سلطات بوركينا فاسو وجهت ايضاً رسالة احتجاج الى حكومة ساحل العاج عبر سفيرها في واغادوغو للتنديد بسوء المعاملة التي تعرض لها العديد من مواطنيها. واعرب الاتحاد الافريقي عن "قلقه العميق" في شأن الوضع في ساحل العاج، مرحباً ب"المبادرات الجارية" لايجاد حل سلمي للازمة. في غضون ذلك، تجدد القتال على مشارف مدينة بواكيه حيث اطلق المتمردون النار على مدرسة داخلية فيها 170 طفلاً معظمهم من الاميركيين. وقال احد المتمردين: "كان القتال شديداً. هاجمونا من جديد لكننا صددناهم مرة اخرى". وقال احد المسؤولين عن المدرسة ان حادث اطلاق النار على الاكاديمية الدولية المسيحية لم يسفر عن سقوط جرحى. واكد قائد القوة الفرنسية في المنطقة الكولونيل شارل دو كرسابييك ان المدرسة اصبحت منذ ظهر امس تحت حماية جنود فرنسيين. واضاف "اقيمت منطقة امنية تقع المدرسة ضمنها ولم يعبر المتمردون عن مشاعر عدائية حيالنا. ما يهمنا قبل كل شيء هو امن مواطنينا خصوصاً امن الاولاد الموجودين في المدرسة". قوات أجنبية واعلنت وزارة الدفاع البريطانية انها اوفدت فريقاً عسكرياً الى ساحل العاج لتقويم الموقف. وقال ناطق باسم الوزارة ان "فريقاً صغيراً يقل عن عشرة" في طريقه الى هناك الا انه اوضح انه لا توجد خطط حتى الآن لاجلاء نحو 460 بريطانياً. وقالت مصادر في مطار اكرا ان قوات اميركية وصلت الى دولة غانا المجاورة في ساعة مبكرة من صباح امس في مهمة لحماية المواطنين الاميركيين. واضافت المصادر ان ثلاث طائرات نقل وصلت وعلى متنها 124 عسكرياً. وتوقعت وصول طائرتين في وقت لاحق تقلان رجالاً وعتاداً ليصل اجمالي القوة الى نحو 170 فرداً. وقال الناطق باسم الخارجية الاميركية ريتشارد باوتشر ان الولاياتالمتحدة تنسق مع فرنسا. وحض حكومة ساحل العاج على بذل قصارى جهدها لتجنب اراقة الدماء. وأوضح ناطق باسم القيادة الاميركية الاوروبية في المانيا ان "القوات تحركت لتوفير الامن للمواطنين الاميركيين في المنطقة". وصرح بأنه لم تصدر بعد تعليمات بالقيام بعمليات اجلاء. الى ذلك، طلب لبنان من فرنسا المساعدة لحماية جاليته في ساحل العاج التي تعد عشرات الآلاف وخصوصاً 350 لبنانياً منهم يقيمون في مدن ما زالت تخضع لسيطرة المتمردين. واوضح المصدر "ان السفارة اللبنانية على اتصال دائم بالسفارة الفرنسية هناك لتأمين حماية 350 لبنانياً او اجلائهم من مدن لا يزال المتمردون يسيطرون عليها". ونقل المصدر عن مدير عام دائرة المغتربين في وزارة الخارجية هيثم جمعة ان "اي اضرار مادية او بشرية لم تلحق باللبنانيين المقيمين في ابيدجان".