افتتحت في اكرا امس، قمة المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا لمحاولة نزع فتيل الازمة التي تشهدها ساحل العاج وسط انباء عن معارضة من جانب الرئيس العاجي لوران غباغبو لإرسال قوة سلام الى بلاده. وفي الوقت نفسه، تعهد وزير الدفاع العاجي موييز ليدا كواسي ب"هجوم شامل" قريباً لتطهير الشمال من المتمردين، فيما بدأت القوات الفرنسية والاميركية اجلاء اجانب جواً من بلدة كورهوغو شمال ساحل العاج التي ما زالت ومدينة بواكيه المجاورة في قبضة المتمردين. اكرا، ابيدجان، باريس - أ ف ب، رويترز - افتتحت في اكرا امس، قمة المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا، في محاولة لنزع فتيل الازمة التي تشهدها ساحل العاج منذ عشرة ايام والبحث في ارسال قوة سلام الى البلاد. وقال الرئيس السنغالي عبدالله واد للصحافيين قبل ان يغادر الى اكرا لحضور القمة: "لن نحل محل حكومة ساحل العاج ولا محل المتمردين بل سنحاول تسهيل الحوار" بين الطرفين. وأضاف واد ان المجموعة تريد ان تؤسس "قوة للسلام والنيات الحسنة". وكان الرئيس السنغالي اعلن اول من امس ان قادة دول غرب افريقيا يريدون نشر قوة سلام في ساحل العاج قوامها ما بين ثلاثة الى اربعة آلاف جندي مع دعم لوجستي من فرنسا وربما مساعدة اميركية. وستكون من المحطات المهمة في القمة، المواجهة بين رئيس ساحل العاج لوران غباغبو ونظيره في بروكينا فاسو بليز كومباوريه. وكانت وسائل الاعلام في ساحل العاج المقربة من السلطة اتهمت رئيس بوركينا فاسو بأنه وراء التمرد العسكري الذي وصف في ابيدجان بأنه "اعتداء خارجي". وفي اشارة الى خطورة الموقف، توجه رئيس جنوب افريقيا ثامبو مبيكي الى اكرا لحضور القمة بصفته الرئيس الحالي للاتحاد الافريقي، فيما ظهرت بوادر معارضة من جانب الرئيس العاجي لوران غباغبو. كذلك شارك الرئيس الليبيري تشارلز تايلور في القمة. وفي غضون ذلك، دارت مواجهات بين القوات النظامية والمتمردين امس بين بواكيه وياموسوكرو عاصمة ساحل العاج على بعد مئة كيلومتر الى الجنوب. ويسيطر الجنود المتمردون على ثاني مدن البلاد بواكيه وسط ومدينتي كورهوغو شمال وأودينيه شمال غربي. ومن جانب آخر، غادر نحو 120 من الرعايا الاجانب على متن طائرة اميركية مدينة كورهوغو شمال ساحل العاج امس، في اطار عملية نفذتها القوات الفرنسية والاميركية، بحسب ما افادت قيادة اركان الجيوش في باريس. وقال الكولونيل كريستيان باتيست ان "عملية الاجلاء تدور من دون مشكلات خاصة وقد توجه 120 من الرعايا الاجانب الى العاصمة ياموسوكرو وتجمع اكثر من 250 شخصاً في المطار حيث نحافظ على الامن". وعاد قسم من الوحدات الفرنسية التي كانت متمركزة سابقاً قرب بواكيه وسط الى هذه المدينة التي يسيطر عليها المتمردون. وبعدما قامت بإجلاء الرعايا الاجانب من بواكيه خلال يومين، بقيت القوات الفرنسية على بعد عشرين كلم في مدينة بروبو الصغيرة لمساعدة الفرنسيين الذين قرروا البقاء في بواكيه عند الحاجة. وعادت وحدة تشمل مدرعات الى المدرسة المعمدانية في بواكيه حيث دارت بالقرب منها معارك بين متمردين ووحدات موالية للشرعية في البلاد في مطلع الاسبوع. وتوجه ما تبقى من الوحدات الفرنسية الى ياموسوكرو، الواقعة على بعد مئة كلم الى الجنوب. وأعلن وزير الدفاع في ساحل العاج موييز ليدا كواسي للتلفزيون الوطني ان "الهجوم الشامل" على المتمردين سيبدأ "قريباً جداً". وقال: "يمكنني ان اؤكد لكم اننا سننتقل الآن الى السرعة القصوى ... الهجوم الشامل سيبدأ قريباً جداً لأننا تأخرنا كثيراً في تسلم المعدّات التي كنا طلبناها منذ بداية الازمة". وأضاف: "الآن، سنخوض حرباً متحركة في مجمل الاراضي ... لقد بدأنا بتسلم اسلحة تفوق قدرتها تلك التي في حوزة القوات المتمردة". وفي حين تنتقد بعض الصحف المقربة من السلطة موقف فرنسا حيال ساحل العاج متهمة اياها بالتخلي عن الرئيس لوران غباغبو، اعلن ليدا كواسي ايضاً انه "لم يشكك على الاطلاق في رغبة فرنسا بدعمنا في هذه القضية". وفي اطار اتفاقات الدفاع المبرمة من جانب ابيدجان، فإن فرنسا اعلنت دعماً لوجستياً للقوات المسلحة في ساحل العاج.