سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مونديال الشباب في الإمارات ... خطوة نحو المستقبل - أبوها لن يتمكن من زفها إلى عريسها الجديد في مدينة زايد الرياضية . من ستختار العروس الليلة ... البرازيل أم إسبانيا ؟
من ستختار العروس؟ أسم لعمل استعراضي كبير يُعرض الليلة على ملعب مدينة زايد الرياضية في أبو ظبي في ختام بطولة العالم الرابعة عشرة للشباب في كرة القدم، والتي انطلقت هنا في 27 تشرين الثاني نوفمبر الماضي. من ستختار العروس؟... هي الملحمة الكروية التي ينتظرها كل عشاق اللعبة ليس في الإمارات وحدها، وإنما في كل الدنيا لما ستحتويه من صراع عنيف بين خطيبين عنيدين يتمتع كل منهما بميزات فريدة، لكن يجمعهما حب هذه العروس والرغبة الأكيدة في خطب ودها والعيش معها في هناء وسعادة حتى المونديال المقبل المقرر عام 2005 في هولندا... على أقل تقدير. عريسا الليلة فارسان يأتيان من أسرتين عريقتين في عالم كرة القدم: البرازيل وإسبانيا، ما يعني أن الاختيار صعب جداً فعلاً. وقد يبدو من أول وهلة أن العروس قد أعلنت اختيارها مسبقاً من دون أن تكشفه، وأن المسألة مسألة وقت فقط قبل أن يحملها عريسها البرازيلي إلى داره مساء اليوم... لكن من يدري، فقد يقلب سحر الساحرة المستديرة هوى العروس في اللحظة الأخيرة، فتفضل أن تمتطي ظهر "ثور هائج" هي قادرة على ترويضه من دون أدنى شك! لن يكون في مقدور والد العروس السويسري جوزف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا أن يزف ابنته "الشابة" إلى عريسها "الرابع عشر" على ملعب مدينة زايد في أبو ظبي، لأنه لن يحضر العرس أصلاً بسبب الوعكة الصحية التي ألمت به فجأة كما تردد أخيراً... وحرمته العودة إلى الإمارات للاحتفال مع الجميع بالليلة الكبيرة لهذا العرس العالمي الكبير، لكن ماذا يهم وعمها جاك وارنر نائب رئيس الفيفا موجود. الليلة موعد عشاق كرة القدم ذات المستوى الرفيع في الساعة الخامسة إلا ربعاً بتوقيت غرينتش التاسعة إلا ربعاً بتوقيت الإمارات، مع لقاء من "العيار الكبير" على صعيد الشباب. فالمتباريان في قمة بطولة العالم الرابعة عشرة لكرة القدم هما منتخبان عريقان: البرازيل بكل ما لها من شهرة وشعبية عالمية في كل مكان، وإسبانيا بطلة أوروبا وحاملة آمال القارة البيضاء بإعادة اللقب والكأس إليها بعدما فشلت منتخبات ألمانيا وسلوفاكيا وتشيخيا في الوصول إلى ما هو أبعد. التوقعات والتكهنات والجماهير... والكفة أيضاً تميل إلى مصلحة البرازيليين حُكماً، لكن هل يمكن أن يُعتمد في مثل هذه المباراة المرتقبة على ما سبق وحسب؟ لا نعتقد، لأن الكرة مُسخرة لتحقيق مطلب من يعطيها أكثر ومن يخلص لها داخل ""المستطيل"، من دون أن ننكر أن مفاجآتها لا تقف عند حد... لكن إلى أي حد؟ نعم، تملك البرازيل على الورق كل المقومات التي يمكن بها أن تحمل عروس الليلة إلى ديارها الجديدة... فلديها أولاً الجماهيرالعريضة التي ستقف إلى جانبها، ولديها أيضاً منتخب ناضج بدنياً وفنياً وتكتيكياً، وفوق هذا كله يعلم راقصو السامبا تماماً حجم المسؤولية الواقعة على عاتقهم أمام عشاق فنهم. المنتخب البرازيلي مرشح أول فعلاً لنيل اللقب، لكن من دون أن ننسى أن تحويل ما هو على الورق إلى واقع عملي داخل الملعب يتطلب الكثير والكثير جداً. وأول ما هو مطلوب من المنتخب "الذهبي والأزرق" هو توخي الحذر من الهجمات المرتدة التي يُحسن الإسبان استثمارها بفضل براعة لاعبهم الفذ أنييستا الذي لفت الأنظار هنا بشدة، من دون أن يتخلى البرازيليون، طبعاً، عن طابعهم الهجومي الذي أكسبهم كل هذه الشهرة العالمية. والأكيد أن البرازيليين سيقعون تحت ضغط رهيب بواقع أنهم صاروا مطالبين باللقب وإلا فإن المقصلة ستكون جاهزة لقص رقاب كثيرة، فضلاً عن ضغط الجمهور الذي قد ينقلب عليهم في حال لم يقدموا العرض الذي يمتعه... كل هذا في وقت يدخل الإسبان اللقاء من دون أي مركب نقص، لأن خسارتهم أمام البرازيل سيعتبرها كثيرون أمراً عادياً جداً... وهل هم أفضل من الأرجنتينيين مثلاً؟ لكن الأكيد أن الإسبان لن يكونوا مكسر عصا أو "لقمة طرية"، لأنهم قدموا عروضاً فنية جيدة أحياناً كثيرة حتى ولو كان التوفيق وحسن الطالع لعبا دوراً مهماً في وصولهم إلى مباراة القمة. لكن ماذا عن الناحية الفنية؟ الأكيد أن الكفة البرازيلية هي الأرجح، فهي تملك عناصر جيدة تستطيع تحويل اللعب في مصلحة منتخبها في أي لحظة. ويبقى دودو الجندي "غير المجهول" بحسن تحركاته واستغلاله المساحات الشاغرة في منتصف ملعب الخصم لبناء الهجمات البرازيلية المحكمة منها غير مرة... إلى جانب أنه صانع ألعاب وهداف من الطراز الأول، وهو يتصدر لائحة الهدافين إلى جانب الأرجنتيني فرناندو كافيناغي ولكل منهما أربعة أهداف... وأمام كل منها فرصة أخيرة للاستحواذ على اللقب على اعتبار أن الأخير سيخوض اليوم أيضاً مباراة تحديد المركز الثالث أمام كولومبيا على الملعب ذاته في الثانية ظهراً بتوقيت غرينتش، السادسة مساء بتوقيت الإمارات. وإلى جانب دودو، يبرز المهاجم المشاغب دانيال كارفايو ومعه زميلاه في الخط الأمامي كليبر ونيلمار... وفي خط الوسط هناك كارلوس آلبرتو وجونينيو إلى جانب دودو، وهو خط متين سريع يساعد كثيراً في شن الهجمات على مرمى الخصوم لكن من دون أن ينسى واجباته الدفاعية... أما خط الدفاع، فهو صلد ويصعب اختراقه، وإذا كانت أستراليا هي الوحيدة التي نجحت في اختراقه ثلاث مرات في مباراة واحدة... فإن لكل جواد جيد كبوة، وفي هذه المرة كانت الكبوة الاسترالية. والمهم أن المدرب ماركوس باكيتا رأى أن أهم أسلحته في لقاء الليلة هو الجمهور، وله كل الحق في ذلك... لكن ماذا يمكن أن تقدم الجماهير، إذا لم يقدم لها اللاعبون ما يدفعها على التجاوب معها والانخراط في تشجيعها بحماسة مفرطة؟ إذاً المطلوب أن يقدم البرازيليون عرضاً متوازناً ما بين الدفاع والهجوم، كي لا تجيئهم الضربة القاضية من حيث لا يدرون... وذلك إذا أرادوا أن يحصلوا على لقبهم الرابع بعد أعوام 1983 و1985 و1993، ولأن الفوز الليلة يعيد اللقب إليهم بعد غياب عشر سنوات بالتمام والكمال. أما الإسبان، فيعقدون آمالاً عراضاً بحصد اللقب العالمي الثاني لهم في هذا المحفل العالمي بعد عام 1999 في نيجيريا. لكن الأكيد أن مهمتهم لن تكون سهلة، خصوصاً أن محور الأداء في كل المباريات السابقة كان لاعب خط الوسط الهداف أنييستا الذي ستفرض عليه، حتماً، رقابة صارمة اليوم. ولذا فالمطلوب من المدرب الإسباني خوسيه أوفارتي أن ينتبه للأمر وأن يعمل على "تسريع" تمرير الكرة من الخلف إلى الوسط قبل أن تشتد الرقابة على أنييستا تحديداً... ومن الصعب أن نقول إن على أوفارتي أن يحكم قبضته على مفاتيح اللعب البرازيلية لأنها كثيرة جداً، وإذا خصص لاعبين من عنده لمراقبة كل "مفتاح" لن يبقى لديه من يخوض المباراة الفعلية على أرض الملعب. يبقى أن نسأل: هل ستحتار العروس في اختيارها، أم أنها ستجد العريس المناسب باكراً ويرتاح البال؟ والسؤال قد تجيب عليه الأحداث على أرض الملعب باكراً ووفقاً لمجريات المباراة وتطلعات كل منتخب لنيل شرف حمل كأس البطولة، لكن يبقى الأرجح أن صفارة الحكم الأخيرة. المركز الثالث ضمنت أميركا الجنوبية على الأقل الميداليات البرونزية، فالفائز من مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع التي تجمع بين الأرجنتينوكولومبيا سيحملها إلى القارة اللاتينية. ويعتقد البعض أن مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع ستكون أشد حماسة وإثارة من مباراة القمة، على اعتبار أن المنتخبين قدما عروضاً جيدة خلال مسيرتهما في هذا المونديال ولا يرغبان، حُكماً، في الخروج من هذا المولد من دون حمص. ولذا حرص مدربا المنتخبين هوغو توكالي الأرجنتين، ورينالدو رويدا كولومبيا على التأكيد أنهما سيلعبان المباراة بروح مباريات القمة. وعموماً، صارت فكرة أن مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع في أي بطولة عالمية لا بد من أن تخرج باهتة لانعدام الحافز أو التأثر الشديد بسبب الاقتراب كثيراً من فرصة نيل اللقب ثم الفشل... باتت من الماضي، والدليل تلك المباراة الرائعة التي جمعت بين المنتخب الكوري الجنوبي ونظيره التركي لتحديد صاحب الميداليات البرونزية في نهائيات كأس العالم للكبار التي أقيمت العام الماضي. إذاً، موعدنا الليلة مع مباراتين غاية في الإثارة... ونأمل بأن تقدم المنتخبات الأربعة عروضاً قوية وممتعة تكون مسك الختام لمونديال رائع لم يخطئ من سماه "مونديال الإمارات"، لأنه كان فريداً في كل شيء ومن الصعب تكرار تنظيمه بالصورة التي خرج عليها في أي مكان آخر.