حققت سلطة الاحتلال انتصاراً باعتقالها الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين، لكن تصاعد الهجمات على الشرطة العراقية والعمليات ضد القوات الأميركية بدأت تؤكد أنه لم يكن مسؤولاً عن تنظيم المقاومة أو تمويلها. وأسفر انفجار شاحنة في بغداد عن مقتل 17 شخصاً وجرح عشرات، لكن الأميركيين أكدوا أنها لم تكن مفخخة بل مليئة بالنفط. وقتل عراقي وأصيب آخر بجروح في انفجار عبوة استهدفت حافلة للجيش الأميركي الذي شن حملة اعتقالات واسعة في مدينة سامراء، وأطلق النار على تظاهرة في الموصل، فأصيب أربعة متظاهرين. وفيما أكد مجلس الحكم أن صدام ما زال معتقلاً في بغداد ولم ينقل الى خارج العراق، انضمت الكويت رسمياً الى الدول والجهات التي تستعد لرفع دعاوى ضد الرئيس العراقي السابق الذي أكدت "هيئة علماء المسلمين" السنّة ان طريقة اعتقاله "إهانة" للعراقيين، على رغم "أخطائه" واتفاق "كل أطياف المجتمع العراقي على أن في نهاية حكمه مصلحة للبلاد". وتجمع حوالى ألف متظاهر امام مبنى المحافظة في منطقة باب الطوب وسط الموصل وهم يحملون اعلاماً عراقية ولافتات كتب عليها "بعثية بعثية ولا نقبل العار" و"نعم نعم للقائد صدام" و"ما نتنازل عن اثنين: العراق وصدام حسين" و"بوش بوش اسمع زين كلنا نحب صدام حسين" و"نموت نموت ويحيا الوطن" و"فلتسقط اميركا" و"مجلس الحكم يا جبان يا عميل الاميركان". وتصدت القوات الأميركية للتظاهرة وأطلقت النار على المتظاهرين، ما أدى الى اصابة أربعة منهم. وفي تكريت، قررت ادارة الجامعة اغلاقها مدة ثلاثة ايام اعتباراً من أمس لمنع التجمعات المؤيدة لصدام. في غضون ذلك، كثفت القوات الاميركية عمليات التفتيش في تكريت وسامراء. وأعلن عن اعتقال ثمانية اشخاص من اصل 29 يجري البحث عنهم في عملية واسعة النطاق في مدينة سامراء التي تبعد 120 كيلومتراً شمال غربي بغداد. وفي بغداد، اعتبرت هيئة علماء المسلمين السنّة أمس ان اعتقال صدام يشكل "اهانة" أميركية "مقصودة" على رغم ما اقترفه من "أخطاء بالغة الخطورة" بحق العراقيين. وشددت الهيئة على أن صدام "ارتكب أخطاء كثيرة بالغة الخطورة والاضرار بحق الشعب العراقي على مستوى الأفراد والجماعات والدولة". وقالت: "هذه حقيقة لا يختلف عليها أحد"، مشيرة الى "أن جميع أطياف المجتمع العراقي متفقون على أن في نهاية حكمه مصلحة للبلاد". وعلى رغم ذلك انتقدت الهيئة "اظهار الرضا" عن اعتقال صدام لأنه "يعطي دعماً معنوياً لقوات الاحتلال". وكانت مدن عراقية شيعية عدة اضافة الى مناطق في بغداد شهدت تظاهرات احتفالية بالقبض على صدام. وفيما أعلن الرئيس الايراني محمد خاتمي انه ضد الإعدام حتى ولو كان المحكوم صدام، أكد الاتحاد الأوروبي موقفه المعروف المعارض لهذه العقوبة. الى ذلك، قال وزير الدفاع الايطالي انطونيو مارتينو، أمس، ان الحكومة الايطالية يمكن أن تكون أحد أطراف الادعاء على صدام في الاعتداء الذي استهدف قواتها في الناصرية جنوبالعراق. في الكويت، أعلن رئيس الوزراء الشيخ صباح الأحمد الصباح أمس ان بلاده التي احتلتها القوات العراقية عام 1990 ستكون طرفاً مدعياً في محاكمة صدام. ونقلت وكالة الأنباء الكويتية عنه قوله: "ان الكويت يجب أن تشارك في محاكمة صدام حسين على جرائمه وعدوانه". وكان الشيخ صباح أعلن الاثنين الماضي ان بلاده لا تريد تسليمها صدام حسين الذي قال ان محاكمته أمر يعود الى مجلس الحكم الانتقالي في العراق.