وزع وزير الخارجية الأميركي كولن باول نسخة جديدة من مشروع القرار الأميركي، تمهيداً لمناقشته في مجلس الأمن، وعلمت "الحياة" ان المشروع الجديد ينص على تشكيل قوة متعددة الجنسية لكنه لا يحدد الفترة الزمنية لعملها، ويطالب سلطة الاحتلال بنقل السلطة تدريجاً الى العراقيين، أي انه لا يحتوي على مفاجآت. في العراق قال قائد كردي من جماعة مسعود بارزاني ان ضباطاً عراقيين وبعثيين سابقين فروا الى سورية والأردن وهم يجندون عرباً ومسلمين لشن عمليات ضد القوات الأميركية. وفيما يصر الديموقراطيون في الكونغرس الأميركي على اعطاء العراق قروضاً مالية لا منحاً، يحاول الرئيس جورج بوش أن يجد حلاً وسطاً لهذه القضية لضمان موافقة المشرعين الأميركيين على طلبه 87 بليون دولار للعراق وأفغانستان. وبدأت الولاياتالمتحدة أمس الاربعاء بحث مشروع قرارها المعدل في شأن العراق مع الدول الأربع الأخرى دائمة العضوية في مجلس الأمن في لقاء كان مقرراً عقده في ساعة متأخرة لسفراء الدول الخمس. ووصف السفير الأميركي جون نغروبونتي هدف مشروع القرار بأنه اطلاق "العملية السياسية والقوة المتعددة الجنسية". وقال: "نود التحرك بسرعة" لإقرار المشروع قبل اجتماع الدول المانحة في مدريد في 24 الجاري. وعلمت "الحياة" ان الصيغة المعدلة في مشروع القرار تنص على الطلب من سلطة الاحتلال "الاستمرار في نقل المسؤوليات التنفيذية الرئيسية بسرعة" الى العراقيين. كما ينص على الطلب من "سلطة الاحتلال ومن الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة مساعدة مجلس الحكم العراقي للتوصل الى جدول زمني" لنقل السلطات كاملة وبالتدريج. ولا يحدد مشروع القرار فترة زمنية لعمل القوة المتعددة الجنسية التي يطالب بانشائها تحت قيادة موحدة للولايات المتحدة، بل يعطي مجلس الأمن صلاحية "مراجعة" سير عملها "عندما تقوم حكومة في العراق معترف بها دولياً". وقال مسؤول أميركي اشترط عدم ذكر اسمه "لا مفاجآت" في الصيغة الجديدة للمشروع "لكن اللغة مختلفة توضح اننا لا نريد البقاء في العراق ونريد التأكيد على اننا محررون ولسنا محتلين... وأننا باقون كمحتلين للقيام بواجباتنا لفترة قصيرة". وصرح القائد الكردي بروشكا شوايس، مشيراً الى الاعتداءات التي استهدفت مقر الأممالمتحدة في بغداد واعتداءي النجف واربيل بأن "عدداً كبيراً من كوادر البعث فروا من البلاد الى سورية والأردن ومعهم مبالغ مالية كبيرة. وأجروا اتصالات مع متطرفين عرب أجانب ارسلوهم بعد ذلك الى العراق" لشن هجمات على قوات التحالف. وأكد شوايس وهو مساعد زعيم الحزب الديموقراطي الكردستاني مسعود بارزاني الذي بدأ زيارة لدمشق أمس ان "هؤلاء الضباط القدامى يدفعون لقاء هذه الخدمات مبالغ لسعوديين وكويتيين وسوريين وأردنيين ومصريين ويمنيين". وأكد اللواء العراقي علي محمد علي المكلف أمن مكتب توظيف المحاربين القدامى هذه المعلومات. وأوضح ان "هناك مجموعات قدمت من الخارج ودفعت لها مبالغ مهمة للقيام بأعمال ارهابية في الموصل". وأشار الى أن هذه المجموعات من "الكويت وايران". وأعلن الجيش الاميركي ان جندية قتلت واصيب ثلاثة جنود في انفجار قنبلة قرب مدخل القاعدة الرئيسية للجيش الأميركي في بلدة تكريت مسقط رأس صدام حسين. وأفاد شهود ان عراقيين أصيبا أمس خلال تظاهرة لعاطلين عن العمل اطلقت خلالها الشرطة العراقية النار لتفريق المتظاهرين الذين ردوا باطلاق النار والقاء الحجارة واضرام النار في السيارات. ونشرت القوات الأميركية عشرات الآليات العسكرية وأعلنت حال الاستنفار في منطقة الأعظمية، أحد أبرز المعاقل المناوئة لها في العاصمة العراقية، وحذرت من أنها ستقمع بقوة تظاهرة لمؤيدي الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين ورفع صوره وشعارات حزب البعث، تحسباً لتظاهرة قد تنطلق اليوم.