تزامن اعلان اعتقال الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين في تكريت أمس مع انفجار سيارة مفخخة امام مركز للشرطة في الخالدية غرب بغداد مما اسفر عن مقتل 18 شخصاً بينهم 16 من الشرطة. وفي موازاة ذلك، اعلن اعتقال 11 عراقياً في معهد تعليمي شمال بغداد، واعتقال 45 عنصراً ينتمون الى جماعة اسلامية كردية في العاصمة العراقية. وتظاهر عشرات العراقيين امس في كركوك لاطلاق زعيم عشيرة، فيما اعفي ضابط اميركي من مهماته بسبب ضربه معتقلاً عراقياً. اعلن الجيش الاميركي في بيان ان جندياً اميركيا قتل أمس في العراق عندما انفجرت فيه عبوة ناسفة كان يحاول نزع فتيلها. وذكر البيان "اقترب الجندي، وهو اخصائي مدرب على ابطال مفعول المتفجرات من العبوة الناسفة البدائية لنزع فتيلها فانفجرت" وقتل في الانفجار. من جهة اخرى، قتل 18 شخصاً بينهم 16 شرطياً عراقيا واصيب 29 آخرون بجروح صباح أمس في انفجار سيارة مفخخة امام مقر الشرطة في الخالدية غرب بغداد، بحسب مصادر في الشرطة وشهود. وقال الملازم في الشرطة العراقية فايز محمد متعب من مستشفى الرمادي غرب حيث نقل الضحايا، ان 16 شرطياً ومدنيين احدهما فتاة في السابعة من العمر قتلوا في الانفجار. كما أكد مدير المستشفى قصي عبدالله نقل 16 جثة و29 جريحاً بينهم خمسة في حال الخطر الى المستشفىد وفي وقت سابق اعلن الملازم محمد متعب ان "الانفجار الذي احدث حفرة هائلة، وقع قرب مدخل مركز الشرطة واسفر عن سقوط 17 قتيلا و30 جريحا". موضحاً ان "الجدار الخارجي للمركز دمر". وافاد شهود ان الانفجار ناجم عن سيارة مفخخة. وشاهد مراسلون لوكالة "فرانس برس" حطام سيارة متفحمة وسيارتين مدمرتين، فيما أكدت ناطقة عسكرية اميركية في بغداد حصول الانفجار في هذه المدينة الواقعة على بعد 90 كلم غرب بغداد. واضافت "لا يوجد ضحايا في صفوف قوات التحالف". ونقل الضحايا الى مستشفى الرمادي الذي يبعد نحو مئة كيلومتر الى غرب العاصمة العراقية. واصيب شرطي عراقي بجروح مساء السبت في الموصل شمال عندما اطلق مجهولون قذيفة من نوع "ار بي جي" على مركز للشرطة في وسط الموصل. وقال ضابط من المركز طلب عدم نشر اسمه "ان مجهولين يستقلون سيارة اطلقوا القذيفة على مركز الشرطة في حي الفيصلية مما اسفر عن اصابة شرطي بجروح. وجرى تبادل لاطلاق النار نجح اثره المهاجمون في الفرار". اعتقالات الى ذلك، اكد عميد المعهد التقني في قضاء الحويجة 200 كلم شمال بغداد ان القوات الاميركية اعتقلت في ساعة متقدمة من صباح أمس 11 شخصاً من داخل حرم المعهد. وقال عميد المعهد محجوب ياسين محمد "عند حوالى الساعة الثامنة وعشرين دقيقة دهمت قوة اميركية مؤلفة من اكثر من ثلاثين جندياً اميركياً معهدنا التقني واعتقلت 11 شخصاً للاشتباه بهم ... ومن بين المعتقلين تسعة حراس وطالبان من طلاب المعهد". وانتقد العملية الاميركية وقال انها "سابقة خطيرة ... فكيف يمكن اعتقال طلاب في داخل الحرم الجامعي". واكد نائب محافظ كركوك اسماعيل احمد رجب انه "طلب من القوات الاميركية اطلاق سراح الطلبة والحراس لان هذا العمل يساهم في اعاقة المسيرة العلمية والتربوية في مدينة كركوك". وقال "يجب على القوات الاميركية ان تتوقف عن مثل هذه السياسات الضارة وغير المجدية". وفي بغداد، افاد بيان ل"الجماعة الاسلامية الكردية" في العراق أمس ان القوات الاميركية اعتقلت 45 عضواً من انصار هذه "الجماعة"، بعدما دهمت مقرها في منطقة الجامعة قرب حي الخضراء في بغداد ليل الثلثاء - الاربعاء. واضاف ان "من بين المعتقلين اربعة من اعضاء الشورى كانوا في بغداد بغية القيام بزيارة رسمية لرئيس مجلس الحكم عبدالعزيز الحكيم وقبل يوم من اعتقالهم كانوا التقوا عضو مجلس الحكم نصير الجادرجي ... ومن بين المعتقلين ايضاً، طلاب وطالبات من بغداد كانوا يستخدمون المقر مسكناً لهم لعدم تمكنهم من استئجار منازل خاصة بهم". وقال المسؤول في "الجماعة الاسلامية" في السليمانية محمد احمد ان "بين المعتقلين ثماني نساء". تظاهرة وفي كركوك 255 كلم شمال شرقي بغداد تظاهر عشرات العراقيين أمس للمطالبة باطلاق رئيس عشيرة معتقل من قبل القوات الاميركية منذ منتصف الشهر الماضي متهم بأيواء نائب رئيس مجلس قيادة الثورة في النظام العراقي المخلوع عزة ابراهيم الدوري. وتجمع المتظاهرون وغالبيتهم من عشيرة الجوالة امام مبنى المحافظة وسط المدينة. وقال احمد مطر خلف المسؤول عن التظاهرة "نطالب باطلاق شيخ عشيرتنا علي حسين خلف الجوال...الذي ليس له اي صلة بعد الحرب بالمسؤولين في النظام السابق". اعفاء ضابط من جهة اخرى، اعفي ضابط اميركي كبير من مهماته في العراق وحكم عليه بدفع غرامة بقيمة خمسة الاف دولار بسبب ضربه معتقلاً عراقياً وتهديده بالقتل. وذكر بيان لفرقة المشاة الرابعة نشر في مقر قيادتها في تكريت 180 كلم شمال بغداد السبت، ان الكولونيل آلن وست كان يمكن ان يحال الى المحكمة العسكرية لكن ذلك لم يحصل. وافاد البيان ان "جرائمه كانت تستحق احالته الى محكمة عسكرية، لكنه استفاد من شروط تخفيفية اخذت في الاعتبار نظرا للظروف الضاغطة". وفي تشرين الثاني نوفمبر، خلال المرافعات الاولية في تكريت، وهي الاولى ضد ضابط اميركي في العراق، اقر وست بانه اطلق النار قرب رأس يحيى الجودري حمودي واجاز لجنوده ضربه وهدده بالقتل. لكنه قال انه قام بذلك حماية لجنوده. وقرر قائد فرقة المشاة الرابعة الجنرال ريموند اوديرنو فرض غرامة على الكولونيل وست 42 عاما واعفاءه من قيادة نحو 700 جندي وعرض طلبه بإحالته على التقاعد في ربيع 2004 على السلطات المعنية.