بدأ وزير خارجية المانيا امس جولة جديدة في الشرق الاوسط تستمر ثلاثة ايام وتشمل مصر والاردن واسرائيل وفلسطين للبحث في الوضع الذي وصلت اليه ازمة الشرق الاوسط والجمود الخطر الذي يواجه خطة "خريطة الطريق" التي اعدتها "الرباعية" الدولية. وتأتي الجولة، خصوصاً الزيارة الى اسرائيل، على خلفية انتقادات متبادلة بين فيشر ورئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون عقب الغاء الاخير زيارة كان يزمع القيام بها مطلع الاسبوع الماضي الى برلين رداً على موقف المانيا الانتقادي لنهج حكومته. وكان وزير الخارجية الالماني انتقد الحكومة الاسرائيلية بشدة في "مؤتمر الحوار الاوروبي الاسرائيلي" الذي عقد في برلين، معرباً عن استيائه من موقفها السلبي من "خريطة الطريق" واصرارها على بناء جدار الفصل الذي اعتبر انه قد يشكل "رصاصة الرحمة" للدولة الفلسطينية العتيدة. ورد شارون السبت الماضي بانتقاد دور الحكومة الالمانية وفيشر في ازمة الشرق الاوسط ومواصلة علاقاتهما مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات معتبراً اياه "العقبة الاكبر على طريق السلام". ولا يزور فيشر اسرائيل بدعوة رسمية كما الامر مع مصر والاردن، وانما لالقاء كلمة في المؤتمر السنوي الذي ينظمه "معهد المركز الامني السياسي" في هرتسليا. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الالمانية فالتر ليندنر ان فيشر سيجتمع فور وصوله الى مصر مع الرئيس المصري حسني مبارك الى جانب اجتماعه مع وزير الخارجية احمد ماهر. وسيسافر اليوم الثلثاء الى عمان حيث سيلتقي بعد الظهر وزير خارجية الاردن قبل ان يتوجه في المساء الى اسرائيل للاجتماع مع نظيره الاسرائيلي على ان يجتمع بعد ذلك مع شارون. وسيتوجه فيشر الى الاراضي الفلسطينية المحتلة للالتقاء برئيس الحكومة احمد قريع ابو علاء في اول اتصال مباشر بينهما بعد تشكيل الاخير حكومته الموسعة. ورداً على سؤال ان كان فيشر سيلتقي الرئيس عرفات ايضاً قال ليندنر ان المانيا "من الدول التي اصرت على انشاء منصب رئيس الوزراء ولذلك فان فيشر يركز على الاجتماع مع رئيس الحكومة الفلسطيني الجديد للاطلاع منه على الاصلاحات المزمع القيام بها، ولا تفكير حتى هذه اللحظة، حسب معلوماتي، في عقد لقاء مع عرفات". مصادر مصرية وفي القاهرة قالت مصادر سياسية مصرية إن محادثات المسؤولين المصريين مع فيشر تتناول آخر تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية والجهود المبذولة لعودة الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني إلى طاولة المفاوضات. كما تتناول الوضع في العراق في ضوء اعتقال الرئيس العراقي السابق صدام حسين، إلى جانب بحث أوجه التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.