انقلب نبأ اعتقال صدام حسين أمس وبالاً على مئات من صغار المستثمرين الذين اندفعوا الى شراء الدينار العراقي بعدما ارتفع سعره بشكل حاد ظهراً حين أذيع النبأ وبلغ 370 ديناراً كويتياً للمليون دينار عراقي عصراً بعدما كان 160 ديناراً مقابل المليون في الصباح، وما لبث ان انهار السعر الى نحو 180 ديناراً للمليون بعد الثامنة مساءً اثر تشبع السوق بمئات الملايين التي يقال انها جُلبت بالطائرة من البحرين. وفي سوق الصرافين في "المباركية" وسط مدينة الكويت القديمة وقف المئات من الناس حائرين يرجون الصرافين ان يقبلوا منهم ما كانوا اشتروه قبل ساعات قليلة ب300 أو 320 ديناراً للمليون، ثم صار دون المئتين، وسمع رجل كويتي كهل يحمل كيساً فيه ملايين الدنانير العراقية وهو يقول "لعنك الله يا صدام... آذيتنا طليقاً وآذيتنا معتقلاً"، فيما قال احد الصرافيين ل"الحياة" انه توقف عن شراء الدنانير العراقية ليلاً بعدما "طفح دكانه بأكثر من 200 مليون منها". وكان الاستثمار في الدينار العراقي تنامى في الكويت في الأسابيع الأخيرة وارتفع سعره من 120 ديناراً كويتياً للمليون عراقي الى 157 ديناراً للمليون، ما جعل الأنظار تتجه الى العملة العراقية، خصوصاً بعد اعتماد النسخة الجديدة منها وإقرار 87 بليون دولار لإعادة إعمار العراق، فلما أذيع نبأ الاعتقال امس اندفع الكثيرون الى المضاربة به وجلب العملة من الخارج، ولكن المبالغة في المضاربة أدت الى انتكاسة. وتوقع خبير مصرفي ل"الحياة" ان يهبط الدينار العراقي اليوم الى ما دون 150 ثم يستقر موقتاً وربما يباشر في الأسابيع المقبلة ارتفاعاً بطيئاً.