يتداول أهالي حفر الباطن كميات كبيرة من الدنانير العراقية في نسختها الجديدة، التي أصدرتها سلطة التحالف، ونشأت في إحدى ساحات المدينة سوق سوداء لتداول العملة العراقية، التي قدرها مصرفيون في سوق المدينة بأكثر من 10 مليارات ريال، في حين قدر أحد المتعاملين في السوق حجم مبيعات محل واحد بقرابة نصف مليار دينار يومياً.. مشيراً إلى ان المبيعات ترتفع كلما كانت هناك أخبار إيجابية من العراق، أما في حالة الأحداث السلبية مثل التفجيرات الكبيرة فان المبيعات تنخفض، كما ان سعر الدينار ينخفض. بعد سقوط بغداد وأرجع أحد المتعاملين في السوق بداية التعامل النشط بالعملة العراقية في مدينة حفر الباطن إلى ما بعد سقوط بغداد بيد الأمريكيين، يقول: بدأ سوق العملة العراقية ينشط شيئاً فشيئاً، وارتفعت وتيرة التعامل بالدينار العراقي بعد صدور العملة العراقية الجديدة، التي أصدرتها سلطة التحالف المدني، كبديل عن العملة القديمة، والعملة الجديدة لا تحوي أي إشارة إلى رموز النظام القديم، خصوصاً صورة الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين. غير ان الصراف يقول: لا زال التعامل بالعملة العراقية القديمة متداولاً في السوق، فآخر فرصة لاستبدالها هو الخامس عشر من شهر يناير الجاري (يوم الخميس القادم)، حيث ستعتبر بعدها لاغية. سوق سوداء ويذكر الصراف الثواب ان العملة العراقية الجديدة، يتم جلبها من العراق، عن طريق تجار كويتيين أو أردنيين، يجلبونها إلى سوق المنطقة، ولكنه أشار إلى تنامي ظاهرة السوق السوداء للعملة العراقية في المدينة، خصوصاً في سوق السمن القديم، يقول: نحن أصحاب مكاتب الصيرفة المصرح لها متضررون من هذه السوق، كما ان المتعاملين مع السوق بيعاً أو شراءً هم كذلك متضررون. فما يباع فيها قد يكون مزوراً، وبدون ضمانات، فلا يتم التأكد من هوية البائع، بعكس المكاتب المعتمدة، التي تتأكد منها وتفحصها، وتعطي الضمان من خلال وصل البيع. أما عن نظامية بيع مكاتب الصيرفة نفسها للعملة العراقية، فقال: نحن أصحاب محلات صيرفة، وهذه مهنتنا، ونحن نبيع ونشتري جميع العملات، حسب الأنظمة المعمول بها. وفي نفس الوقت يشير إلى ان تداول العملة العراقية غير رسمي في المملكة، يقول: بدأ حجم المتداول من الدينار العراقي في سوق حفر الباطن يقل، بسبب تشدد رجال الجمارك في المنافذ حيال دخول الدينار إلى المملكة، مما سبب زيادة الطلب عليها. عرض وطلب ورغم ان سعر الدينار في السوق محكوم بالعرض والطلب، إلا أنه يتراوح بين 2700 إلى 3500 ريال لكل مليون دينار عراقي، هذا في مدينة حفر الباطن، اما في المناطق البعيدة مثل منطقة الباحة فيصل إلى 5 آلاف ريال لكل مليون دينار، أما في جازان فوصل إلى 10 آلاف ريال. في حين بلغ سعر الدينار في حفر الباطن ليلة القبض على الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين 7 آلاف ريال لكل مليون دينار عراقي، وهو أعلى سعر بلغه من عودة التداول بالدينار في المملكة.. المزود الرئيسي وذكر ان الزبائن لا يقتصرون على أهالي المدينة، فهناك من يأتي من خارج المنطقة لشراء الدينار، فحفر الباطن تعتبر بمثابة المزود لباقي مدن المملكة بالدينار العراقي.. ويستشهد الثواب في هذا الصدد بأنه أجرى أكبر صفقة لبيع الدينار العراقي، حين باع أحد التجار من مدينة الرياض مبلغ 400 مليون دينار عراقي، مقابل مليون ريال سعودي تقريباً. وينقل الثواب توقعات الاقتصاديين والمحللين الماليين ان يصل سعر الدينار أكثر من ربع هللة، بحيث يصبح المليون دينار عراقي بعشرة آلاف ريال سعودي. ويعزز ذلك مكانة العراق وثرواته.. يقول: إذا أصبح العراق آمنا ومستقراً سيتحسن سعر صرف العملة العراقية. في انتظار الارتفاع كان محمد يتجول في السوق، باحثاً عن أفضل سعر، حين سألناه: هل أنت تأجر؟ قال: أنا لا أفهم في العملات شيئاً، ولكن أشار عليّ بعض الأصدقاء ان اشتري مليون دينار عراقي، لعل وعسى تتحسن الأوضاع في العراق فيرتفع السعر، وأكسب بعض المال. أما عن احتمال الخسارة فيقول: لن أخسر الكثير فالمليون دينار تعني 2700 ريال، وهذا مبلغ ليس كبيراً، ولكن الأرباح لو ارتفع الدينار كثيراً قد تكون كبيرة، وأنا متفائل، فالعراق يملك مقومات الاقتصاد القوي، مثل الزراعة والنفط وإعادة الإعمار. التصدير للمناطق الأخرى ليس محمد المتكسب الوحيد من سوق الدينار العراقي، فأحد المتعاملين في السوق، والذي تحدث ل (اليوم) بشرط عدم ذكر اسمه قال: اشتري الدينار العراقي من هنا بسعر منخفض، وأبيعه للصرافين في مناطق أخرى المليون بخمسة آلاف ريال، وأكسب بعض المال. ولأنه يشتري كميات كبيرة من الدينار العراقي، لذلك يلجأ إلى السوق السوداء، يقول: الصرافيين لا يستطيعون توفير كميات كبيرة أحياناً، لذا ألجأ إلى السوق السوداء.. ويبدي مخاوفه من الوقوع في فخ العملة المزورة، يقول: أنا أشتري من أشخاص مجهولين، والتزوير غير مستبعد. سوق الجملة يبدأ سوق الدينار العراقي في الصباح الباكر، حيث يأتي باعة الجملة لبيع ما لديهم، ثم يتحول السوق شيئاًً فشيئاً إلى سوق مفرق، أحد الباعة قال ل (اليوم): أنا أشتري من باعة الجملة في أول النهار، ثم أبيع بالتجزئة فيما بعد، وأنا أتكسب من خلال هذه الصفقات، ففي أحد الأيام ربحت بهذه الطريقة 5 آلاف ريال. الثواب يعرض دنانير عراقية بائع يعرض رزمة من النقود تزيد عن 20 مليون دينار عراقي