الدينار العراقي شهد خلال الاسبوع الماضي مسلسلا رهيبا من الحركة والمضاربة والشائعات التي وضعته مبعثرا على كل لائحات أسعار الصرافين مما جعل عدداً كبيراً من المضاربين يحلمون بجني ملايينهم السريعة من خلال بيعه وشرائه بين صبح وضحاه. منذ نهاية حرب العراق والدينار (الذي تم تداوله آنذاك بسعر 4000 لكل دولار) آخذ في التحسن حتى وصل إلى حوالى 1800 دينار لكل دولار وظل قابعا هناك.ولكن الاسبوع الماضي رأى الدينار يقوى فوصل إلى 1500 دينار وكسر لبرهة 1000 دينار لكل دولار، وأخذ المضاربون يسمعون جميع أنواع أسعار الصرف خلال تلك الأيام، وشهدوا فروقات سعرية وصلت إلى 50% بين الصرافين في دولة عربية وأخرى.لقد فلت زمام الامور من أيدي المصرف المركزي العراقي لفترة، والمصرف قد أحيلت له قبل ذلك مهمة تنظيم التداول في العملة العراقية، خلال الأيام القادمة، يحاول المصرف المركزي إعادة الهدوء والسيطرة على سعر صرف الدينار، وسيتبين لنا ان كان لدى المصرف قوة تكسر شوكة الصرافين التقليديين أم لا، وان كان قادرا على علاج حمى الدنانير التي أصابت انحاء الوطن العربي بسرعة فائقة.