احتفلت غالبية العراقيين أمس باعتقال الرئيس السابق صدام حسين وطالب الشيعة منهم بمحاكمة الرجل الذي يرون انه قمعهم. لكن المسلمين السنة قالوا ان مقاومة الاحتلال الاميركي ستستمر. وسار الاف العراقيين امس في مواكب فرح وهم يرقصون "الدبكة" تعبيرا عن ابتهاجهم باعتقال الرئيس السابق كما اطلقت النار في بغداد وعدد من المدن العراقية الاخرى. وسادت اجواء بهجة في مناطق الشيعة في العاصمة العراقية وكان دوي الرصاص الذي انطلق ابتهاجا باعتقال صدام يصم الاذان. وقتل اربعة عراقيين واصيب اكثر من ستين اخرين بجروح نتيجة اطلاق اعيرة نارية في الهواء احتفاء باعتقال صدام حسين، كما اكد مصدر في الشرطة العراقية في كركوك .وقال الضابط سلام جلال علي ان "اربعة عراقيين قتلوا فيما اصيب اكثر من ستين اخرين بجروح بسبب الاستخدام الكثيف للاعيرة النارية في المدينة لمناسبة اعتقال الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين". واوضح علي انه "اضافة الى ذلك حصلت مشاجرات في المدينة عندما اعتدت مجموعة على عدد من الاكراد الذين كانوا يحتفلون بطريقتهم الخاصة بالاعتقال وطلب منهم ايقاف الاحتفال فورا". واكد المسؤول ان "عدد الجرحى والقتلى قد يتزايد بسبب استخدام بعض الاسلحة الثقيلة في الاحتفالات كقاذفة "ار.بي.جي". وقال عباس حامد وهو صاحب كشك لبيع الفاكهة امام مسجد الكاظمية في بغداد "قمعنا. لم يكن لديه شيء من التواضع والادب. ننتظر محاكمته". وقال حامد ان دعوات صدام لمقاومة الاحتلال الاميركي "وخطبه الرنانة عن المقاومة لم يكن لها صدى بيننا نحن الشيعة. ستتطور المقاومة اذا لم يسلم الاميركيون السلطة الينا". وقال الشرطي علاء عابد "مهما فعلوا مع صدام فلن يكون كافيا". وعلى النقيض من ذلك كانت الاجواء كئيبة على الضفة الاخرى من نهر دجلة الذي يشق بغداد في ضاحية الاعظمية التي يسكنها السنة والتي يعتقد البعض ان صدام ظهر للمرة الأخيرة بشكل علني فيها امام مسجد الامام ابو حنيفة. وقال نعمان عبدالكريم احد العاملين في المسجد "يخطئ الاميركيون لو ظنوا ان اعتقال صدام سيفت في عضد المقاومة. المقاومة وطنية ودينية في جوهرها. لم يكن لصدام تأثير يذكر عليها". وقال عبداللطيف جمعة "من سوء حظ الاميركيين انهم يتعاملون مع اشد الناس لزوجة في العالم. هناك مقاومة جديدة تظهر بمعزل عن صدام". وفي شارع سعدون قرب الميدان الذي احتفل فيه العراقيون باعتقال صدام اصطف سائقون امام محطة بنزين لساعات انتظارا لدورهم للتموين مع تزايد ازمة نقص الوقود. ورفع عشرات الاشخاص لافتة كبيرة كتب عليها "مبروك مبروك لكل عراقي شريف والعار العار للعفلقية" في اشارة الى البعثيين ومؤسس الحزب ميشيل عفلق كما هتفوا "ايامكم كلها ظلم جواسيس بعثية". وفي مدينة النجف الشيعية، انفجر السكان الذين عانوا لفترة طويلة من اضطهاد نظام صدام فرحا ورقصوا في الشوارع في حين تسمر اخرون في المقاهي التي تملك اطباقا لاقطة لمتابعة الاخبار. وخرج كثيرون وهم يرقصون الى الشوارع ويرددون "صدام اعتقل موتوا يا بعثية" و"لك يوم يا عزة" في اشارة الى نائب الرئيس العراقي عزة الدوري الذي لا يزال طريدا تلاحقه القوات الاميركية منذ سقوط نظام بغداد. وقام بعض اصحاب المحلات بتوزيع الحلوى على المارة في الطرقات مجانا. وفي بعقوبة شمال شرقي بغداد حيث تقع هجمات عدة ضد الاميركيين، سمع اطلاق نار ابتهاجا بينما شوهد بعض الاشخاص يرقصون. وفي البصرة، ثاني اكبر مدن العراق، جرت احتفالات كبيرة رقص خلالها الشباب في الشوارع واطلقت الاعيرة النارية في الهواء وهتف المشاركون باللهجة المحلية "صدام انكمش موتوا يا بعثية". وفي كربلاء، ادى اطلاق الاعيرة النارية في الهواء الى اصابة عدد من المواطنين نقلوا الى احد المستشفيات. وفي كركوك، رقص المحافظ عبد الرحمن مصطفى ومساعده اسماعيل احمد الحديدي وقائد الشرطة في الشارع امام الجنود الاميركيين في حين ذبح اخرون خرافا وعم المدينة فرح كبير. واكد مصدر في الشرطة العراقية في كركوك ان اربعة عراقيين قتلوا واصيب اكثر من ستين اخرين بجروح نتيجة اطلاق الاعيرة النارية في الهواء احتفاء بالقبض على صدام. وفي مدينة السليمانية 330 كلم شمال شرقي بغداد، شارك الاف الاكراد في احتفالات كبيرة حيث اغلقت الطرق من شدة الازدحام. وقام عشرات من الشبان والشابات بالرقص الفلكلوري الكردي وسط الشوراع.