اقترحت "الحركة الشعبية لتحرير السودان" بزعامة العقيد جون قرنق "حواراً فكرياً وسياسياً" مع "قوات الدفاع الشعبي" التي أنشأتها الحكومة السودانية للمشاركة في قتال المتمردين في الجنوب. وقالت ان الهدف من هذا الحوار "تضميد جراحات الحرب". وجاء موقفها في وقت صدرت تحذيرات دولية ومحلية من انهيار عملية السلام في السودان، ورفض "مؤتمر البجا" في شرق البلاد اتفاقاً وقعه زعيمه السابق مع حكومة الخرطوم. وقال الناطق باسم "الحركة الشعبية" ياسر عرمان ان الحركة "تدعو الى حوار فكري وسياسي مع قوات الدفاع الشعبي" وتجري اتصالات مع زعماء إسلاميين يمثّلون الطرق الصوفية في السودان وكذلك مع الأدارسة. و"قوات الدفاع الشعبي" عبارة عن ميليشيا تخوض حرباً في جنوب البلاد ضد قوات قرنق تحت شعار "الجهاد في سبيل الله للدفاع عن العقيدة والوطن". ويبدو ان مبادرة قرنق هدفها احتواء حدة الصراع مع "الدفاع الشعبي" وتخطي صفحات الحرب المرة بينهما والتي استمرت أكثر من 13 عاماً. ويرى قرنق ان للطرق الصوفية دوراً مهماً تلعبه الى جانب دورها الرسمي في عملية السلام والتعايش بين الأديان. الى ذلك، حذّرت "مجموعة الأزمات الدولية" التي تضم سياسيين وديبلوماسيين أميركيين بارزين، من ان الحرب في دارفور في غرب السودان تُهدد عملية السلام في البلاد كلها. ورأت في بيان صحافي تلقت "الحياة" نسخة منه، ان "التقدم الحالي في مفاوضات السلام السودانية بين الحكومة و"الحركة الشعبية" يخاطب قضايا أساسية ومظالم يشكو منها الجنوب. لكن الجهود لحل النزاع الرئيسي بين الحكومة وقرنق تهمل الوضع المنهار بسرعة في غرب البلاد". وشددت المجموعة الدولية على "ان أي اتفاق سلام يفشل في معالجة مخاطر دارفور سيؤدي الى حل صراع بصراع آخر". ودعت المجتمع الدولي الى "الضغط" على الخرطوم وقرنق لانجاز "سلام شامل". وفي هذا الإطار، أكد "مؤتمر البجا" الذي ينشط في شرق السودان رفضه الاتفاق الذي وقعه رئيسه السابق عمر محمد طارهر مع "المؤتمر الوطني" الحاكم في الخرطوم. وأفاد بيان صحافي ان طاهر "لا يمثّل إلا شخصه". وكان طاهر اتفق مع الخرطوم على عودة عناصر "البجا" من خارج البلاد وتركهم العمل المسلح. وحذّر بيان "مؤتمر البجا" من "تكرار تجربة الاتفاق السابق مع عناصر منشقة عن "الحركة الشعبية" وقفوا منفردين فكانت النتيجة مزيداً من القتال".