صرح رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع في برلين ان الجدار الفاصل الذي تبنيه اسرائيل في الضفة الغربية لا يترك مجالا لقيام دولة فلسطينية، في حين أكد وزير الخارجية الألماني يوشكا فيشر أن أوروبا تدعم حجة اسرائيل في بنائه لكنها تطالبها بتعديل مساره. وقال قريع عقب لقائه مع الرئيس الالماني يوهانس راو لقد بحثنا المخاطر المتمثلة في هذا الجدار الذي لا يترك في حال مواصلة بنائه اي مجال لقيام دولة فلسطينية. وعرض قريع على راو الوضع في الاراضي الفلسطينية. وقال في هذا الصدد لقد تحدثت عن الممارسات الوحشية التي يقع ضحيتها الشعب الفلسطيني وعمليات التصفية والاعتقالات وعمليات المطاردة. واعرب الرئيس الالماني من ناحيته عن امله في استئناف المحادثات حول معاودة عملية السلام قريبا، مشددا على مبادرة جنيف. وقال راو ان كان هناك ثمة فرصة للسلام في هذه المنطقة فان مبادرة جنيف تشكل بالنسبة لي بادرة امل مميزة وإن كان من الممكن ادماجها في خارطة الطريق فانها ستقدم مساعدة كبيرة لعملية السلام. الى ذلك اكد رئيس الوزراء الفلسطيني مجددا انه يأمل بلقاء نظيره الاسرائيلي ارييل شارون اواخر فبراير او مطلع مارس. ويقوم قريع بجولة اوروبية قادته قبل ذلك الى دبلن التي تتولى حاليا رئاسة الاتحاد الاوروبي، والى روما وسيلتقي اليوم الثلاثاء المستشار الالماني غيرهارد شرودر ووزير الخارجية يوشكا فيشر الذي أعرب أمس عن أمله، باسم أوروبا، في حصول تغيير كبير في ترسيم خط الجدار الفاصل الذي تبنيه اسرائيل في الضفة الغربية. وقال فيشر خلال منتدى حول العلاقات بين اوروبا موسعة واسرائيل في هرتزيليا شمال فلسطينالمحتلة اننا نأمل في ان تقرر الحكومة الاسرائيلية احداث تغير كبير في ترسيم خط الجدار الفاصل. واوضح ان اوروبا لا تعارض مبدئيا هذا الجدار بل مساره. وقال لكل حكومة الحق ومن واجبها مكافحة الارهاب. لا نشكك في ذلك بل ننتقد مسار الجدار الفاصل. واكد مجددا موقف اوروبا بان هذه المسألة لا يجب ان تناقش امام محكمة العدل الدولية في لاهاي التي تبدأ جلساتها في 23 فبراير. واعتبر في معرض رده على سؤال انه لا يمكن اعتبار رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات خارج اللعبة كما تطالب اسرائيل لانه ليس كذلك بالنسبة الى الفلسطينيين، مؤكدا أن الفلسطينيين هم من يقررون اختيار قادتهم. ورأى وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم ان اوروبا قد تلعب دورا محوريا في ردم الهوة بين اسرائيل من جهة والدول العربية والفلسطينيين من جهة اخرى شرط ان تتخذ موقفا اكثر توازنا واقل انتقادا لاسرائيل، على حد قوله. من جهة ثانية، حاول وزير النقل افيجدور ليبرمان، اليميني المتطرف، حشد التأييد في مجلس الوزراء الاسرائيلي لاقتراح يرمي الى تقسيم الاراضي الفلسطينية الى مناطق معزولة كبديل لخطة رئيس الوزراء أرييل شارون التي تدعو لازالة بعض المستوطنات اليهودية. ورفضت السلطة الفلسطينية الفكرة على الفور ووصفتها بأنها مؤامرة لليمين الاسرائيلي المتطرف لعرقلة انشاء دولة فلسطينية كما تدعو خطة خارطة الطريق للسلام. وفي تحد جديد لخطة فك الارتباط التي يدعو اليها شارون من جانب شركائه في الائتلاف الحاكم المؤيدين للاستيطان، أرسل ليبرمان أمس خطابات الى عشرة من أعضاء مجلس الوزراء الواحد والعشرين يطلب منهم مساعدته في صياغة المبادرة. وقال أحد مساعدي ليبرمان ان الاقتراح يدعو لعدم المساس بالمستوطنات اليهودية وتقسيم الضفة الغربية وقطاع غزة بدلا من ذلك الى عدة مقاطعات أو كانتونات فلسطينية يتمتع كل منها بحكم ذاتي في الشؤون المدنية تحت السيطرة العسكرية الاسرائيلية. وكتب ليبرمان وهو رئيس حزب الاتحاد القومي، الشريك الصغير في ائتلاف الليكود الحاكم في خطاباته الى الوزراء. ولم يدل مكتب رئيس الوزراء بأي تعليق على الفور الا أن من المتوقع أن يرفض شارون اقتراح ليبرمان رفضا قاطعا. وهدد حزب الاتحاد القومي بالانسحاب من الائتلاف اذا نفذت خطة شارون. ويشغل الحزب سبعة من 68 مقعدا يسيطر عليها الائتلاف في البرلمان المؤلف من 120 مقعدا. وتعهد شارون بأن يشكل حكومة جديدة اذا حاول شركاؤه في الائتلاف عرقلة الخطة التي يعتزم عرضها على الرئيس الامريكي جورج بوش خلال زيارة من المتوقع أن يقوم بها لواشنطن في وقت لاحق هذا الشهر أو في أوائل مارس. وقد أبدى المسؤولون الامريكيون تحبيذا لفكرة اخلاء بعض المستوطنات غير أن صحيفة هآرتس قالت ان واشنطن أوضحت أنها ستعارض ضم أي أراض من الضفة الغربية.