في اختراق علمي لافت، وضعت مجموعة من العلماء الأميركيين مسودة الخريطة الوراثية الكاملة للقرد، وهو أكثر الحيوانات اللبونة شبهاً بالانسان. وتحتوي جينات القرد على ثلاثة بلايين زوجاً من البروتينات الوراثية، ويماثل ذلك عددها عند البشر. وعمل فريق بحث من ثلاث جامعات أميركية قاده ايريك لاندر، من جامعة ماساشوستس، وويلسون ريتشارد من جامعة واشنطن في ميسوري سنة واحدة لوضع تفاصيل تسعين في المئة من الخريطة الجينية للقردة. ومن اللافت ان كلا العالمين شارك في جهود وضع الخريطة الجينية الكاملة للإنسان. وتعتبر مدة قياسية، اذا ما قورنت بالسنوات الطويلة التي استغرقها الوصول الى المسودة الأولى لخريطة الانسان الوراثية، بل وحتى للكائنات البسيطة التركيب مثل ذبابة الفاكهة. ويعكس الوقت القصير نسبياً التطور الذي حصل في علم الوراثة، إذ صارت قراءة الخرائط الوراثية تستغرق جهداً اقل، باعتبار ان المخطط العلمي الواجب اتباعه بات معروفاً. ويتمثل العنصر الثاني في كثافة استخدام الكومبيوتر. ومن أسباب اهتمام العلماء بهذا الكشف هو سعيهم إلى إكتشاف الجينات التي تساهم في أمراض مثل الزهايمر والملاريا، وهي لا تصيب القردة على رغم تشابه جيناتها مع الانسان.