سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الإنسان في سباق "جيني" مع الشمبانزي النتائج تظهر تشابها في الحمض النووي للإنسان والقردة بنسبة 99 بالمئة، لكن ال1 بالمئة الباقية تحوي الكثير من الاختلاف
تعرف العلماء على الاختلافات الرئيسية في الموروثات الجينية التي يعدونها مسئولة عن التطور الارتقائي المختلف للإنسان والقردة من نوع الشمبانزي. وأظهرت مقارنة الحمض النووي لخليتي الإنسان والقرد وجود مناطق تطورت بشكل أسرع لدى الإنسان. يتعلق أحد هذه الاختلافات بتطور حاسة السمع التي قد تكون ذات صلة بقدرة الإنسان على الكلام، وهناك اختلاف آخر خاص بالأنزيمات التي تساعد على هضم البروتينات.. وساعد هذا الاختلاف على تحول الإنسان إلى نظام غذائي يشمل اللحوم. والأمر الأكثر غرابة الذي كشف عنه البحث هو التطور السريع لحاسة الشم لدى الإنسان رغم أنها ليست من الحواس المهمة بالنسبة لبقائه.. والتفسير المحتمل للتحولات التي طرأت على حاسة الشم لدى الإنسان خلال مراحل تطوره الارتقائي هو أنها ساعدت في مرحلة معينة على حدوث تغييرات غذائية أو كانت ذات صلة بالتزاوج، وعلى الجانب الآخر نجد أن قردة الشمبانزي أظهرت معدلا أعلى للتغير الجيني الذي تحكم في هيكلها العظمي. ونشرت نتائج البحث التي توصل إليها الفريق العلمي الذي يقوده اندرو كلارك من جامعة كورنيل في نيويورك في مجلة "ساينس" العلمية الدورية. وأظهرت النتائج أن 1.547 من جينات البشر و1.534 من جينات القردة تعرضت لتغيرات سريعة نوعا ما لمنح تلك الكائنات ميزة معينة تساعدها على البقاء. وكشف البحث في النوعين أنه يوجد 107 جينات (صبغيات وراثية) من بين كل 1000 تختص بنشاط الخلية.. وهناك 11 صبغيا آخر من بين 78 تختص بالتمثيل الغذائي. وتعرضت هذه الصبغيات جميعا لتغييرات جوهرية على مدى خمسة ملايين عام. ورغم أن النتائج أظهرت تشابها في مكونات الحمض النووي للإنسان وقردة الشمبانزي بنسبة 99 بالمئة الا أنها أظهرت أيضا وجود خلافات جينية هامة بينهما. كما أبرز البحث دور الجينات في الإصابة بالأمراض. وقال تقرير في دورية ساينس لقد دهش العلماء عندما اكتشفوا مسئولية عدد من الجينات التي درسوها عن ظهور الأمراض إذا أصابها التلف من بينها سبع جينات تختص بالتمثيل الغذائي للأحماض الأمينية. وأضافوا أن البحث في التغييرات التي لحقت بالجينات منذ عصور الأجداد قد تساعد على رصد وعلاج الأمراض التي تصيب الجينات بشكل أكثر سهولة.