افتتحت بعد ظهر امس في جنيف قمة "مجتمع المعلومات" التي يشارك فيها 24 رئىس دولة او رئىس حكومة، في ظل شكوك في استعداد الولاياتالمتحدة الاميركية وبعض الدول الغنية لتطبيق التسوية التي تم التوصل اليها في شأن انشاء صندوق تضامن رقمي لتمويل تقليص ما يسمى "الفجوة الرقمية" في تكنولوجيا المعلومات بين هذه الدول والدول الفقيرة. وقال عدد من ممثلي الدول النامية ل"الحياة" ان التسوية التي تم التوصل اليها اول من امس بوضع دراسة جدوى لانشاء صندوق كهذا باشراف الامانة العامة للأمم المتحدة بمهلة تنتهي بعد سنة وأضيفت الى مشروع "خطة العمل" و"اعلان المبادئ" اللذين سيقران غداً الجمعة قد تكون تطوراً مهماً، لكنها ايضاً وسيلة للتهرب من التزام اميركا هذا التمويل وكذلك دول غنية اخرى. وافتتح القمة رئىس الاتحاد السويسري باسكال كوشبان الذي لعب وحكومته دوراً مؤثراً في معالجة خلاف الدول الغنية والنامية والشمال والجنوب على اعلان المبادئ وخطة العمل، وقال ان بلاده ارادت توسيع مناقشة الافكار المطروحة لردم الهوة الرقمية مؤكداً "ان ما سيصدر عن اجتماع جنيف يجب ان يعبر عن ارادتنا السياسية بمجتمع معلومات ديموقراطي وحر". وتبعه الامين العام للأمم المتحدة كوفي انان الذي قال ان "الفجوة الرقمية" هي فجوات عدة وفجوة في البنية التحتية وفجوة في مضمون المعلومات... اذ ان 70 في المئة من مواقع الانترنت هي بالانكليزية وبالتالي تستبعد اصواتاً وآراء كثيرة. وتحدث عن الفجوة بين المرأة والرجل في الحصول على المعلومات فضلاً عن الفجوة بين الاغنياء والفقراء وفي التجارة اذ تسبب التكنولوجيا تهميشاً لدول ومؤسسات كثيرة مقارنة مع غيرها. واعتبر انان ان اختفاء هذه الفجوات يتطلب التزاماً وتوظيفاً مستمرين، وقال انه يتطلع الى مساعدة رؤساء الدول المجتمعين والى عالم رجال الاعمال والقطاع الخاص ومجموعات المجتمع المدني وقطاع الاعلام الذين يشارك ممثلون عنهم للمرة الاولى في قمة تجمعهم مع الحكومات ورؤساء الدول. واستند انان الى البند 19 من شرعة حقوق الانسان لتأكيد حق المجموعات التي يجب ان تنضم الى تبادل المعلومات والافكار من دون ان تشعر بأن هويتها مهددة بسبب ثقافة معلبة سلفاً. لكنه ختم بالتشديد على دور الديموقراطية والسلام في التقدم نحو مجتمع المعلومات. وتحدث الرئىس التونسي زين العابدين بن علي بصفته رئيس الدولة المعنية بالمرحلة الثانية من القمة عام 2005 فأكد ان الفجوة تنموية قبل ان تكون رقمية وان رعاية الأممالمتحدة للتحضيرات للقمة كشفت رهانات وتحديات داعياً الى معالجة الخلافات بين الدول في شأن الفجوة الرقمية والتنمية استناداً الى المبادئ الانسانية الخالدة. وشدد على الاسهام الفاعل للتعاون الثلاثي بين الحكومات والمنظمات الدولية والمجتمع المدني والقطاع الخاص. وقال رئىس الاتحاد الدولي للاتصالات يوشيو اوتسوفي ان "التغييرات التي نشهدها بفعل ثورة التكنولوجيا والمعلومات شبيهة بالانتقال من مرحلة المجتمع الزراعي الى المجتمع الصناعي... وعلينا ان ننشئ عالماً عادلاً ومثمراً وسليماً، والعالم الذي نعيش فيه ليس منصفاً، فالبعض يستفيد في الاتصالات وآخرون يحرمون منها". وتحدثت رئىسة الاتحاد الدولي للمكفوفين كيكي فورد ستروم باسم منظمات المجتمع المدني. وكان بين المتكلمين امس رئىس الوزراء الفرنسي بار رافاران الذي دعا الى تقاسم المعلومات لتعزيز التربية والمستقبل. ودعا الرئيس المصري حسني مبارك الى تسخير التكنولوجيا والمعلومات لتحقيق التنمية من دون ان تبقى قاصرة عليها بل ان تشمل الروابط الثقافية مع الحفاظ على تنوع الثقافات. ورأى الرئىس الايراني محمد خاتمي ان عصر المعلومات هو عصر الحوار، مؤكداً ان مجتمع المعلومات يجب ان يجعل من التنوع الثقافي اساساً للوجود البشري... "واذا بقيت المعلومات في يد الاغنياء ستبقى المبادرة في يد جهة منفردة".